responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 2  صفحه : 286
دينه، فلما أصبح عَمْرو دعا مولاه وردان فَقَالَ: ارحل بنا يَا وردان فرحل، ثُمَّ قَالَ: حط. فحط ففعل ذَلِكَ مرارًا، فَقَالَ لَهُ وردان: أنا أخبرك بما فِي نفسك، اعترضت الدنيا والآخرة فِي قلبك فلست تدرى أيتهما تختار!!! قَالَ: لله درك مَا أخطأت، فما الرأي؟ قَالَ: تقيم فِي منزلك فَإِن ظهر أهل الدين عشت فِي دينهم وإن ظهر أهل الدنيا لم يستغن [1] عنك!!! فَقَالَ عَمْرو: ارحل يَا وردان عَلَى عزم وأنشأ يقول:

[1] كذا في النسخة، وفي تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 75: «فإن ظهر اهل الدين عشت في عفو دينهم، وان ظهر اهل الدنيا لم يستغنوا عنك» وهو الظاهر:
ورواه أيضا- باختلاف طفيف في بعض الألفاظ- في ترجمة عمرو بن العاص من تاريخ دمشق:
ج 42 ص 97 قال: أخبرنا ابو عبد الله الحسين بن محمد، أنبأنا احمد بن الحسن بن خيرون، أنبأنا الحسن بن احمد بن ابراهيم، أنبا احمد بن إسحاق بن منجاب، أنبأنا ابراهيم بن الحسين ابن علي، أنبأنا عبد الله بن عمر، أنبأنا عمرو بن محمد، قال:
سمعت الوليد البلخي قال: فلما انتهى كتاب معاوية الى عمرو بن العاص استشار ابنيه عبد الله ومحمدا ابني عمرو فقال (لهما) : انه قد كانت مني في عثمان هنات لم أسخطها (ظ) بعد، وقد كان مني ومن نفسي (كذا) حيث ظننت انه مقتول ما قد احتمله، وقد قدم جرير على معاوية فطلب البيعة لعلي وقد كتب إلي معاوية يسألني ان اقدم عليه فما تريان؟ فقال عبد الله من عمرو: يا ابه ان رسول الله قبض وهو عنك راض، والخليفتان من بعده (كذا) وقتل عثمان وأنت عنه غائب، فاقم في منزلك فلست مجعولا خليفة، ولا تريد ان تكون حاشية لمعاوية على دنيا قليلة فانية. فقال محمد: يا ابة أنت شيخ قريش وصاحب امرها، وان تصرم هذا الأمر وأنت فيه خامل خملت، فالحق بجماعة اهل الشام واطلب بدم عثمان. فقال عمرو: اما أنت يا عبد الله فامرتني بما هو خير لي في ديني، واما أنت يا محمد فامرتني بما هو خير لي في دنياي، فلما جن عليه الليل رق في فراشه ذلك (كذا) وجعل يتفكر اي الأمرين يأتي ثم أنشأ يقول:
تطاول ليلي للهموم الطوارق ... وخوف التي تجلو وجوه العوائق
معاوي بن هند يسألني ازره ... وتلك التي فيها عظام البوائق
أتاه جرير من علي بخطة ... امرت عليه العيش مع كل ذائق
(فإن نال مني ما يؤمل رده ... وان لم ينله ذل ذل المطابق)
فو الله ما ادري وما كنت هكذا ... أكون ومهما ان ارى فهو سائقي
اخادعه والخدع فيه دنية ... أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق
أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة ... لشيخ يخاف الموت في كل شارق
وقد قال عبد الله قولا تعلقت ... به النفس ان لم تعتقلني عوائقي
وخالفه فيه اخوه محمد ... واني لصلت الرأي عبد الحقائق
فلما اصبح دعا غلامه وردان فقال (له) : ارحل يا وردان، حط يا وردان- مرتين او ثلاثا- فقال له وردان: خلطت يا أبا عبد الله، اما انك ان شئت أنبأتك بما في نفسك؟ قال، هات.
قال: اعترضت الدنيا والآخرة على قلبك فقلت: علي معه الآخرة، وفي الآخرة عوض من الدنيا، ومعاوية معه الدنيا بلا آخرة، وليس في الدنيا عوض من الآخرة، فأنت متحير بينهما. فقال له عمرو: قاتلك (الله) يا وردان والله ما أخطأت فما ترى؟ قال: ارى ان تقيم في منزلك، فإن ظهر اهل الدين عشت في عفو دينهم (ظ) وان ظهر اهل الدنيا لم يستغنوا عنك! فقال له عمرو: الآن- حين شهرني الناس بمسيري (ظ) - اقيم؟! فارتحل الى معاوية.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري    جلد : 2  صفحه : 286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست