نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 143
قالوا: وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي: إياك والمزاح، فإنه يذهب بالمروءة، وينبت الضغائن. وقال عمر بن عبد العزيز: قال عمر بن الخطاب: الرأي كثير والحزم قليل.
وقال أبو اليقظان عن جويرية: غضب عمر بن عبد العزيز فقال ابنه عبد الملك: أتغضب في قدرك وموضعك الذي وضعك الله به؟ فقال:
أو ما تغضب أنت يا عبد الملك؟ فقال: فما ينفعني سعة جوفي إذا أنا لم أردد الغضب فيه حتى يسكن. فتبسم عمر.
فلما حضرت عبد الملك بن عمر الوفاة قال له عمر: كيف تجدك يا بني؟ قال: أجدني في الموت فاتق الله يا أبه واصبر. فقال: يا بني ما خلق الله عينا تطرف أحب إلي ولا أعز علي منك، ولأن تكون في ميزاني أحب إلي من أن أكون في ميزانك.
فقال: يا أبه. ولأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب.
فمات يوم خميس، فخرج عمر في جنازته وقد اكتحل وسرح لحيته وقال:
أحببت أن أرغم الشيطان. وقال: الذي نزل بعبد الملك أمر كنا نتوقعه، فلما أتى لم ننكره.
وقال كثير:
وحض الذي ولى على البر والتقى ... ولم يهمم الباقي بأن يتخشعا
ولو نزلت مثل الذي نزلت به ... بركن شديد من أجأ لتصدعا
فأصبحت كالمبقي له بعض نفسه ... عياضا وبعض قد تولى فودّعا [1]
[1] ديوان كثير ص 113، وفيه البيتين الأول والثاني فقط.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 143