نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 319
فلما سمع يزيد قوله: كما مات مصعب. قال: صدق فوك.
ووجه يزيد إخوته يرتادون له موضعا للمعسكر فاختاروه بالعقر، فخلف على واسط ابنه معاوية بن يزيد، وخلف عدي بن أرطاة ومن حبس معه عنده، وسار يزيد حتى نزل معسكره بالعقر بين المدائن والكوفة وهو من سوراء [1] ، وأتاه ناس من أهل الكوفة يعينونه.
ونزل عبد الحميد بن عبد الرحمن النخيلة وبثق الأنهار لئلا يصل أحد إلى الكوفة، وبعث مع سند بن هانئ الهمداني جيشا إلى مسلمة ليقاتلوا ابن المهلب معه، وقال الفرزدق:
هلا زجرت الطير إن كنت زاجرا ... غداة نزلت العقر إنك تعقر [2]
ولما قرب أهل الشام منه وجه أخاه محمدا، وكان يسمى المشؤوم، وابنه المعارك، في جمع كثيف فلقوا العباس بن الوليد بسوراء وهو في أربعة آلاف سوى من صار إليه من أهل البصرة مخالفين ليزيد، فالتقوا فانكشف أهل الشام، وصبر هريم بن أبي طحمة وأهل البصرة، فناداهم هريم:
يا أهل الشام لا تسلمونا. فعطفوا، وأقدم هريم وهو يقول:
لما رأوني في الكتيبة معلما ... أغشى الكريهة مثل ضوء الكوكب
فاستيقنوا مني بضرب صادق ... ليست عداوتنا كبرق خلب
فهزموا أصحاب يزيد حين بلغوا إليه، فقال الفرزدق:
أَحَلَّ هريمٌ يوم سَوراء بالقنا ... نذور نساء من تميم فحلّت [3] [1] سوراء: موضع يقال هو إلى جنب بغداد، وقيل هو بغداد نفسها. معجم البلدان.
[2] ليس في ديوانه المطبوع.
[3] ديوان الفرزدق ج 1 ص 111.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 319