نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 322
وصبر أهل الحفاظ، وفقئت عين المفضل، وجاء محمد وقد ضرب على جبهته بعمود فقال له يزيد: من ضربك؟ قال: لا أدري إلا أنه قال حين ضربني: أنا الغلام الحرشي فظننته سعيد بن عمرو الحرشي.
وكان يزيد جالسا على كرسيه ينقل من مكان إلى مكان، ووضع على نشز من الأرض فنظر فإذا فرس حبيب بن المهلب قد جاء غائرا. فقال:
هذا والله فرس أبي بسطام ولا أحسبه إلا قد قتل، وقال له بعض من معه:
إني لأظنه كما قلت وأنت تشم التفاح، وكان معه تفاحة يشمها لضعفه.
فدعا يزيد بفرسه الأشقر ثم ذكر قول القائل في الأشقر: إن تقدم نحر وإن تأخر عقر، فتطير وقال: ائتوني بفرسي الأشهب فأتي به فركبه وحمل فلما توسط المعركة لقيه القحل [1] بن عياش بن حسان بن سمير بن شراحيل بن عزين من ولد زهير بن جناب الكلبي، فاختلفا ضربتين فقتل كل واحد منهما صاحبه، وله يقول المسيب بن رفل بن حارثة بن جناب بن قيس بن أبي جابر بن زهير بن جناب الكلبي:
قتلنا يزيد بن المهلب بعد ما ... تمنيتم أن يغلب الحق باطله
وما كان في أهل العراق منافق ... عن الدين إلا من قضاعة قاتله
تخلله فحل بأبيض صارم ... حسام جلا عن شفرتيه صياقله
وقال أبو مخنف: جلس مسلمة على تل وحوله حماة أهل الشام، وقصد أصحاب يزيد التل فلما رآهم مقبلين انحدر، وركب يزيد فرسا له أشهب وقاتل فصدم أهل الشام أهل العراق صدمة منكرة واختلط الناس، [1] بهامش الأصل: اسم القحل عمرو.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 8 صفحه : 322