الذي قتلوا ببئر معونة من أجل طعيمة؛ وكان الذي أنجد عامراً أنس بن عباس، وهو الأصم؛ فنفر مع عامر بنو رعل وبنو ذكوان وبنو عصية، هؤلاء كلهم من بني سليم؛ وأبت عامر بن صعصعة أن يعينوا عامر بن الطفيل، لأن عامر بن مالك، هو أبو براء، كان خفير أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذين قتلهم ببئر معونة. ولذلك قال حسان بن ثابت:
بني أم البنين ألم يرعكم ... وأنتم من ذؤابة أهل نجد
تهكم عامر بأبي براء ... ليخفروه وما خطأ كعمد
فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو على رعل وفالج وذكوان وعصية: " عصت الله ورسوله ".
هؤلاء كلهم من بني سليم، ولقتلى أصحاب بئر معونة دعا عليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ليلة، حتى نزل عليه: " ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ". فأمسك عنهم. ويقال إن علي بن أبي طالب قال: " رأيت طعيمة قد علا رأس كئيب يوم بدر، وقد ساواه سعد بن خيثمة؛ فصمدت له، ولم آته حتى قتل سعد؛ فلما رآني أصعد الكثيب إليه، انحط علي، وكان رجلاً جسيماً؛ فخشيت أن يعلو علي؛ فانحططت في السهل؛ فظن أنني فررت منه؛ فصاح بأعلى صوته: " فرا ابن أبي طالب "،