نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : القزويني ، زكريا جلد : 1 صفحه : 418
المواضع المقصودة بالبطالة والآن خراب، لم يبق بها إلا قباب يسمونها قباب أبي نواس؛ قال أبو نواس:
قالوا: تنسّك بعد الحجّ؟ قلت لهم: ... أرجو الإله وأخشى طيزنابادا
أخشى قضيّب كرمٍ أن ينازعني ... رأس الحطام إذا أسرعت إعدادا
فإن سلمت، وما نفسي على ثقةٍ ... من السّلامة، لم أسلم ببغدادا!
وقال محمد بن عبد الله: قدمت من مكة فلما صرت إلى طيزناباد ذكرت قول أبي نواس:
بطيزناباد كرمٌ ما مررت به ... إلاّ تعجبّت ممّن يشرب الماء
فهتف هاتف أسمع صوته ولا أراه:
وفي الجحيم حميمٌ ما تجرعه ... خلقٌ فأبقى له في البطن أمعاء!
عانة
بليدة بين هيت والرقة، يطوف بها خليج من الفرات. وهي كثيرة الأشجار والثمار والكروم، ولها قلعة حصينة، ولكثرة كرومها تنسب العرب إليها الخمر. وأهل بغداد إذا شاهدوا ظلماً قالوا: الخليفة إذاً في عانة! لأن البساسيري استولى على بغداد وحمل القائم بأمر الله إلى عانة، وخطب باسم خلفاء مصر سنة، فجاء السلطان طغرلبك السلجوقي في سنة أربعين وأربعمائة وحارب البساسيري وقتله، وجاء بالخليفة من عانة ورده إلى مقره ومشى قدام مهده راجلاً حتى خاطبه الخليفة بنفسه وقال: اركب يا ركن الدين! وهو أول سلاطين السلجوقية وأرفعهم قدراً، وهو الذي انتزع الملك من سلاطين بني سبكتكين.
نام کتاب : آثار البلاد وأخبار العباد نویسنده : القزويني ، زكريا جلد : 1 صفحه : 418