responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 139
يشربون في الصيف من تلك الآبار لشدّة بردها.
ويروى عن عامر الشّعبيّ قال: إن الله جلّ وعزّ خلق خلقا خلف الأندلس ليس بينهم وبين الأندلس إلّا كما بيننا وبين الأندلس، لا يرون أن الله عصاه أحد، لا يحرثون، ولا يزرعون، ولا يحصدون، على أبوابهم شجر ينبت لهم ما يأكلون منه، وللشجرة أوراق عراض، يوصلون بعضها إلى بعض فيلبسونها، وفي أرضهم الدرّ والياقوت، وفي جبالهم الذهب والفضّة، فأتاهم ذو القرنين فخرجوا إليه فقالوا له: ما جاء بك، تريد أن تملكنا، فو الله ما ملكنا أحد قطّ، وإن كنت تريد المال فخذ. فقال: والله ما واحدة من هاتين أريد، ولكن سألت ربّي أن يسيّرني فيما بين مطلع الشمس إلى مغربها، فهذا حيث جئتكم من المطلع قالوا: هذا المغرب عندك.
وبالأندلس نخل قليل، وبها زيتون كثير، وزيت وقطن وكتّان.
حديث البهت: فمن عجائب الأندلس، البهت، وهي المدينة التي في بعض مفاوزها، ولمّا بلغ عبد الملك بن مروان خبر هذه المدينة وأن فيها كنوزا، كتب إلى موسى بن نصير- وكان عامله على المغرب- يأمره بالمسير إليها، ودفع الكتاب إلى طالب بن مدرك، فسار حتى انتهى إلى مدينة القيروان، وموسى مقيم بها، فأوصل كتاب عبد الملك إليه فلمّا قرأه تجهّز وسار في ألف فارس من أبطال قومه وأشرافهم، وحمل معه من الزاد لأربعة أشهر، ومن الماء لنفسه وأصحابه ما يكفيهم، وأخرج رجالا أدلّاء بذلك الطريق، فسار ثلاثة وأربعين يوما حتى انتهى إليها، فأقام ثلاثا حتى علم كنه علمه، ثم ارتحل إلى البحيرة، وكانت على ميلين من المدينة، وتفهّم أمرها ثم انصرف إلى القيروان، وكتب إلى عبد الملك بن مروان مع طالب بن مدرك، بسم الله الرحمن الرحيم: أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به شرف الدنيا والآخرة، أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهّزت لأربعة أشهر، وسرت في مفازة الأندلس في ألف رجل من أصحابي، حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار، وانقطعت عنها الأخبار، أحاول بلوغ مدينة لم ير الراءون مثلها ولم يسمع السامعون بمثلها، فسرنا ثلاثة

نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست