responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 329
وآخر ديار ربيعة إنما هو منازل الشراة. فأراد أن ينزل في وسط ديارهم فيشدّ بهم ويدفع عاديتهم.
وسر مرى ضاحية لا سور يحصنها ولا خندق يمنعها ولا ميرة تقرب منها.
وإنما يشرب جماعة من فيها من النهر الأعظم. وربما رأيتها إذا اشتد الحر والتهب الهجير واجتذم القيظ والراوية في بعض المواضع في بعض الأوقات بدرهمين وأكثر. هذا في السلم والأمن. فمن حق ما كان مثل هذه من المدن والكور أن يكون سكانها شجعانا انجادا أبطالا يحمون أنفسهم ويدفعون عن [53 ب] حوزتهم معاقلهم السيوف وتجارتهم الحروب. وإلّا فإن أناخ عليها منيخ واعتمد على من فيها بكلكله ما كان إلّا بمنزلة من يحرض بريبة وينازع بخروج نفسه، وليس هكذا أهل بغداد. لأن لهم آبارا يستعذبون ماءها ويستغنون عن نهرهم الأعظم بها.
ولكن من جميل أمر بغداد أن السلطان آمن من أن يغلب عليها رئيس لبعض الآراء، كغلبة الطالبين كثيرا بالشيعة على أهل الكوفة، وذلك أن ببغداد من مخالفي الشيعة من يقرن بالشيعة، وبها من مخالفي المعتزلة من يقرن بالمعتزلة. وبها من مخالفي الخوارج من يقرن بالخوارج. فكل فريق يقاوم ضده ويدفعه عن أن يرئسه.
فقد تركوا الرئاسة للسلطان وربحوا تسليط الفناء والتفاني بالحرب. ولكنه ربما عرضت الآفات وهجمتهم، وذلك أنه إذا اتصلت المكاره عليهم ودام فيهم جور الولاة وعوملوا من التعنت وطلب الرشى ما لا يحتمله إلّا الذليل وذو العدة القليل تهايجوا وفزعوا إلى التطوع فحدث منهم مثل الذي حدث عند خروجهم مع سهل بن سلامة «1» في أرباض الحربية. فإنه اجتمع لما تطوّع ودعا إلى إنكار المنكر، زهاء خمسمائة ألف إنسان، وكما هاجوا عند تأذيهم بمحمد بن أوس وصعاليكه القادمين مع سليمان بن عبد الله «2» . فإن الصعاليك لما أسرفوا في الفسق

نام کتاب : البلدان نویسنده : ابن الفَقيه    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست