responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الديارات نویسنده : الشابشتي    جلد : 1  صفحه : 29
فإذا بدا لي وجهه ... أُخرجت صفراً من سروري
فهل الأمير بجوده ... من قبح طلعته مجيري؟
فلما قرأ محمد الأبيات، وقع تحتها: قد أجراك أبا عبد الرحمن، وأمرنا باحتمال خراجك، وكان مبلغه ثمانية آلاف درهم، ووجه إليه بألف دينار، وحلف عليه أن يقبلها، وكان ابن أبي فنن لا يقبل من أحد شيئاً، وكان حسن الحال مستقلاً.
ولمحمد بن عبد الله من الأفعال الكريمة ما يطول الشرح بذكرها، وفيما ذكرنا كفاية.
ومن مليح شعره، قوله:
قالت بناظرها أقبل، فقلت لهما ... بالدمع: لبيك يا سمعي ويا بصري
حتى إذا علمت أن قد كلفت بها ... أومت إلي بدمع غير مستتر
يا كاتمي خيفة الواشي محبّته ... إني وعيشك أقراه من النظر
قولي بطرفك ما تهوين أعرفه ... واستنطقي ناظري يخبرك بالخبر
وكان مولد محمد بن عبد الله سنة تسع ومائتين، في الليلة التي فتحت في صبيحتها كيسوم، وفيها ولد عبيد الله بن يحيى بن خاقان وأحمد بن إسرائيل والحسن بن مخلد وكلهم ولي الوزارة.
ومات محمد يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة، سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وسنة أربع وأربعون سنة. وكانت وفاته من بثرة خرجت في حلقه. وتوفي والقمر في الكسوف، وكان يقول: إذا تم الكسوف وبدأ في الانجلاء مت، فكان كذلك. واستخلف أخاه عبيد الله فأقره المعتز، ووجه إليه بالخلع مع مفلح خليفة باكياك. وكان طاهر بن محمد نازعه الأمر وأعانه مواليه والعامة حتى جاءت الرسل والخلع، فاستقر الأمر لعبيد الله.
ولابن الرومي، يرثي محمد بن عبد الله بن طاهر:
بات الأمير وبات بدر سمائنا ... هذا يودعنا وهذا يكسف
قمرٌ رأى قمراً يجود بنفسه ... فبكى أخاه أخٌ مؤاس منصف
فتكت به الأيام وهي عليمة ... أن سوف يتلف منه ما لا يخلف
وقال فيه:
وسألت عنه، فقيل: بات لما به ... قلت: الندى لا شك مات لما به
وكأنا....... ... .......... به
فلمن أصون مدامعي من بعده ... ولمن ترى تنهلّ من أسبابه
لصوابه، لخطابه، لجوابه، ... لشبابه، للغرّ من آدابه
ولعبيد الله أخيه، فيه.
كسيف البدر والأمير جميعاً ... فانجلى البدر والأمير عميد
عاود البدر نوره لتجلي ... هـ ونور الأمير ما لا يعود
وقال:
ذكرت أخي من غير نسيان ذكره ... ولكنها حالٌ تزيد وتنقص
على حسب أخلاق الزمان وأنه ... ليصحبني عيشٌ عليه منغّص
ولما مات محمد بن عبد الله بن طاهر، اشتد وجد المعتز عليه، وكان يرى أن الأتراك يهابونه من أجله ولمكانه، فقال فيه:
ذهبت بهجة الخلافة عنّا ... حين أضحى محمد في القبور
عن قليل تكون أحداث دهرٍ ... من سنا نارها يشب السّعير

نام کتاب : الديارات نویسنده : الشابشتي    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست