نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 354
وعلى الرغم من أن نظرية مالتوس قد ثبت فشلها ولم تتحقق مرئياتها، إلا أن هناك أصواتا ما زالت تصف الزيادة السكانية بأنها أشد خطرًا على العالم من أخطار القنابل الذرية، وقد رأى بول إرليش Paul R. Ehrich في كتابه "القنبلة السكانية The Population Bomb" الذي صدر 1970م في نيويورك أنه لا سبيل أمام العالم إلا بتحديد النسل وتحفيض عدد البشر إلى حوالي ملياري نسمة 2025م[1]، ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل اقترح بعض العلماء الاعتماد على مواد كيماوية أو حتى فيروسات مضادة للخصوبة تبث في المياه أو الطعام للتعقيم الجماعي دون أن يدري الناس، واقترح ر. ب. كاولز R.B. Cowles أن تمنح النساء اللآتي لا ينجبن منحة انعدام الأطفال على ألا تدفع هذه المنحة إلا بعد وصولهن إلى سن اليأس، ويطلق على أمثال إرليش، وكاولز وغيرهما "أنصار المالتوسية الجديدة"، وقد أشاع هؤلاء اليأس بين الناس وبين الساسة والحكام، حتى أصبحنا نسمع ما يسمى بقضية "الانفجار السكاني" وهم يشبهون زيادة السكان بالانفجار الذي يدمر كل شيء، وسارع كثير من الدول بوضع برامج لتنظيم الأسرة عن طريق نشر حبوب منع الحمل، وأنفقت بعض الدول على قضية تحديد أو تنظيم النسل والدعاية لها مئات الملايين من الدولارات، وبلغ متوسط ما أنفقته بعض الدول على تلك البرامج بالنسبة للفرد أكثر مما أنفقته على التعليم والصحة ومع ذلك جاءت النتائج مخيبة للآمال.2
إن الإنسان هو أغلى الثروات التى تملكها المجتمعات، ولقد كرمه الله على سائر مخلوقاته بما فيها موارد البيئة، والمشكلة السكانية ليست إلا [1] رمزي زكي، مرجع سبق ذكره، ص196-215.
2 المرجع السابق نفسه، ص202-205.
نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 354