نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 360
لا تنكر أن الزراعة أدت إلى نشأة أقدم المدن التي عرفها التاريخ كما هي الحال في سهول الأنهار الفيضية الخصيبة في وادي النيل ووادي دجلة والفرات.
ومما يذكر عن الإنسان قبل احترافه مهنة الزراعة أنه كان يعيش في كهوف المناطق المرتفعة المجاورة لأودية الأنهار. وكان يرتاد أودية الأنهار فقط بحثا عن غذائه من صيد وفاكهة وحبوب، ولكنه عندما اتخذ من الزراعة مهنة رئيسية له هبط من مرتفعاته وأقام في الأدوية قريبا من مزروعاته التي كانت تحتاج لوجوده من أجل العمليات الزراعية المختلفة كالري والحصاد.
وظلت الزراعة موردا لا يضاهى لتأمين معاش الناس طوال قرون عديدة، ولم تفقد شيئا من مكانتها إلا بعد حدوث الانقلاب الصناعي Industrial Revolution، وذلك خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي. وللزراعة أنماط متعددة تختلف في أساليبها على النحو التالي:
أ- الزراعة البدائية:
وتعتمد على أدوات بسيطة وتنتشر في بعض المناطق الاستوائية كما هي الحال في بعض جهات أفريقيا وأمريكا الجنوبية. وتكون مساحة المزارع هنا صغيرة. ويعتمد المزارع في توفير الجهد اللازم للزراعة على عضلاته وحيواناته. ويستهلك المزارعون الذين يمارسون هذا النمط من الزراعة معظم ما ينتجونه، في حين أنهم يبيعون ما يستغنون عنه من أجل شراء ما يحتاجون إليه من المواد والسلع التي ينتجونها، وعندما تنخفض خصوبة الأرض يهجر المزارعون أراضيَهم الزراعية ليختاروا مكانا من الغابة
نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 360