نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 89
يعد القمر ثاني الأجرام السماوية لمعانًا بعد الشمس في سماء الأرض، ولهذا جذب انتباه البشر منذ أقدم العصور، والقمر تابع وفيّ للأرض يلاحقها أينما ذهبت وكأنه يطاردها بإصرار أبدي، والقمر مخلص للأرض فلا يعاملها إلا بوجه واحد على الدوام.[1] ويستغرق القمر في دورانه حول الأرض نفس المدة التي يدور فيها حول نفسه، وعلى الرغم من أن لمعظم كواكب المجموعة الشمسية أقمارًا إلا أن الأرض تنفرد بين هذه الكواكب بأن قمرها الوحيد يقرب إلى حد ما من حجمها بدرجة لا تتسنى لأي كوكب آخر مع أي من أقمارها. وسطح القمر جاف، وقد توصلت وكالة ناسا NASA الفضائية الأمريكية من الوصول إلى أن هناك نحو 300 طن متري من الماء المتجمد عند قطبي القمر، ولا هواء للقمر، وتختلف درجة حرارته اختلافًا كبيرًا ما بين النصف المواجه للشمس والنصف الآخر، وما بين ليله ونهاره. ولقد أثبتت التجارب والمشاهدات التي أجراها رواد الفضاء من أن الظلال على القمر شديدة والضوء شديد, بمعنى أنه إذا كانت يدك في منطقة ظل فإنك لا تستطيع رؤيتها. وإذا تركت يدك في ظل مدة طويلة فإنها تتجمد؛ لأن الظل على القمر شديد الظلام وشديد البرودة مثل ليله تمامًا.
ويتميز سطح القمر بتقوسه وبوعورته، وبسبب تقوس هذا السطح فإنه لا يسمح بالرؤية إلى أكثر من ميلين فقط, وعلى هذا فإن الأفق يبدو قريبًا.
ومن أهم ما يميز سطح القمر وجود المنخفضات الكثيرة التي تتفاوت في اتساعها ويطلق عليها بحار Maria.[2] وهذه المنخفضات قد ملأتها [1] لا يرى سكان الأرض إلا وجهًا واحدًا للقمر في آن واحد، وقد تمكنت إحدى سفن الفضاء الروسية 1959من تصوير الوجه الآخر للقمر لأول مرة. [2] كلمة Maria لاتينية الأصل وتعني "بحار".
نام کتاب : المدخل إلى علم الجغرافيا والبيئة نویسنده : محمد محمود محمدين جلد : 1 صفحه : 89