نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 128
فيها الشيخ طه الجبريني، وكان الحق معي آخرا. وكان معنا السيد محمد قزيزان «1» ، وهو رجل حسن الصوت، حسن النغمة، معرفته بالألحان الموسيقية تامة، وما سمعته يلحن في إنشاده ولو بحركة. ومن عادته أنه لا ينشد إلا الرقيق من الأشعار، فمما أنشدنا في ذلك المجلس ميمية الشريف الرضي «2» :
يا ليلة السفح هلا عدت ثانية ... سقى زمانك هطال من الديم
ماض من العيش لو يفدى بذلت له ... كرائم المال من خيل ومن نعم
لم أقض منك لبانات ظفرت بها ... فهل لي اليوم إلا زفرة الندم
فليت عهدك إذ لم يبق لي أبدا ... لم يبق عندي عقابيلا من السقم «3»
تعجبوا من تمني القلب مؤلمه ... وما دروا أنه خلو من الألم
(59 أ)
ردوا عليّ لياليّ التي سلفت ... لم أنسهن وما بالعهد من قدم
أقول للائم المهدى ملامته ... ذق الهوى وإن اسطعت الملام لم
وظبية من ظباء الأنس عاطلة ... تستوقف العين بين الخمص والهضم «4»
لو أنها بفناء البيت سانحة ... لصدتها وابتدعت الصيد في الحرم
قدرت منها بلا رقبى ولا حذر ... على الذي نام عن ليلي ولم أنم
بتنا ضجيعين في ثوبي تقى وهوى ... يلفنا الشوق من فرع إلى قدم
وأمست الريح كالغيري «5» تجاذبنا ... على الكثيب فضول الرّيط واللمم
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 128