نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 133
وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاه مضاعف الوبل «1» العميم
نزلنا دوحة حنّت علينا ... حنوّ المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالا ... ألذّ من المدامة للنديم
يصد «2» الشمس أنّى قابلتنا «3» ... فيحجبها ويأذن للنسيم
تروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم
وهذا البيت الأخير مما يخلب بالألباب، ويذهب بالعقول. قال ابن الشحنة في تاريخه «4» : يعني أن العذراء التي في عنقها عقد إذا وقفت عليه ونظرت خيال عقدها في مائة تظنّ أن عقدها قد انفصم ووقع فيه فتلمسه، وقد يكون المعنى أنها تشبه الحصى الذي في النهر بعقدها. قلت: وقد نزلنا على هذا النهر، ويحق للناظم ذلك، لأنه لم ير الفرات ولا دجلة، فإن أدنى نهر من أنهارها ألطف وأرق وأعذب وأسلس مما ذكر ولا أحد يذكره في بيت أو شعر أو مثل. ومما أنشدنا ذالية ظافر الحداد «5» ، وهي:
لو كان بالصبر الجميل ملاذه ... ما شح وابل دمعه ورذاذه
ما زال جيش الحب يغزو قلبه ... حتى وهى وتقطعت أفلاذه
لم يبق فيه من الغرام بقية ... إلا رسيس يحتويه جذاذه
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 133