نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 290
ومما وقع السؤال عنه في حديث الرحمة: هل جزم يَرْحَمَكُمْ
من حيث المعنى أو لا أم رفعه كما هو في رواية «1» ؟ والجواب: إنه من حيث الترغيب الجزم أو لا، لأن من علم أنه إذا رحم رحم حثه ذلك على الإحسان والشفقة، ومن حيث الملاحظة إلى رحمة الله الرفع أولى لأنه حينئذ تكون رحمة الله تعالى مطلقة غير مرتبة على شيء، وهو الفاعل المختار، ويرحم البر والفاجر والطائع والعاصي، مالك أزمة الأمور، يعطي ويمنع لا لغرض.
ثم وقع السؤال على رواية الرفع، هل الجملة مستأنفة استئنافا نحويا أو بيانيا؟ والجواب: إنها مستأنفة استئنافا نحويا لأنها ليست جوابا عن سؤال مقدر وإنما أتي بها للدعاء ابتداء، فالكلام انقطع عند قوله «ارحموا من في الأرض» ثم استأنف ودعا لهم بالرحمة، أي يا من أمره وسلطانه في السماء رحمهم. وبعض الحاضرين تصدى لأن يجعل ذلك استئنافا بيانيا ولم يأت بطائل، وسيأتي الكلام على مسائل الإحرام إن شاء الله تعالى. وهذه المرحلة مسافتها ستة فراسخ.
[المفرق]
وتليها مرحلة المفرق، بفتح الميم (169 أ) وسكون الفاء وفتح الراء وآخر الحروف قاف، وهو بر لا عمارة فيه ولا ماء «2» ، سمي بذلك لما قيل أنه فارق بين العمارات وغيرها، ويحتمل أنه اسم مكان للفرق بفتحتين، وهو الخوف، وذلك لانقطاع العمارات عنده، فيتوهم الخوف من عدو وقلة زاد وماء وعطب دابة «3» ، والمسافة ثلاثة [عشر] «4» فرسخا.
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 290