نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 312
الطلبة، كالكلام على البسملة وتقديم الرحمن على الرحيم وما أشبه ذلك، فلم أعرف أن الشيخ دهش، أو أن نيته غير سليمة.
ولما شاهد الدمشقيون أن شيخهم يشاورني ويستفهم مني في ذلك الدرس، عظمت في أعينهم، فمنذ ذلك شرعوا في توقيري وتعظيمي، واعتذروا مني حيث لم يوفوا بحقي من الإكرام في بلادهم، والحمد لله على ذلك. (183 أ) ومما وقع أني استجزته لي ولأولادي الصلبيين والقلبيين فأبى إلا أن أجيزه فأجاز كل منا الآخر، وأجاز أولادي صلبا وقلبا، وطلب مني أن أكتب لهم الإجازة فلم تتهيأ في المدينة المنورة.
واجتمعنا بالشيخ محمد حياة السندي، وطلبنا منه إسماع حديث الرحمة فأسمعنيه، وهو أول حديث سمعته منه، واستجزته لي ولأولادي المذكورين، فاجازنا، لكني ندمت على ذلك لأني كنت أسمع من بعض من حج مدحه والثناء عليه علما وعملا، فلما اجتمعت به رأيته رجلا يحب الدنيا كثيرا، يأكل بدينه ولا يسأل من أين أتاه المال، فلا يتورع في شيء ولو من مال المكس كما شاهدت ذلك. وله طريقة يصيد بها الدنيا فإنه يتزيا بزي الزاهدين ويلين الكلام، والحجاج يأتونه بالهدايا وأكثرها نقود، فيأخذ ولو من مال المكس، ويكرم الناس قدر ما يهدونه إليه، ويجلس في أخريات المسجد في مكان خال من الازدحام، حتى إنه يعرف ويهدى له، وله جماعة يثنون عليه ويقبلون يديه إذا رأوا أحدا عنده، ولهم حصة فيما يأخذه. والحاصل ما أعجبني طريقه، ولا سمته، عافانا الله من سوء الأخلاق «183 ب» ومن النفاق والرياء. وكذلك رأيت علماء مكة فإنهم يحبون الدنيا كثيرا ولا يبالون من أي كان، حتى الزمزمي والشيبي فلقد رأيتهم يقصدون زيارة أهل الثروة والغنى ولا يسألون عن عالم ولا صالح، وكذلك أكثر أهل دمشق الشام، عافانا الله من ذلك بفضله وإحسانه. وزرنا المشاهد «1» التي في البقيع: مشهد سيدنا عثمان، وسيدنا إبراهيم ابن النبي- صلى الله عليه وسلم- وعثمان ابن مظعون، وفاطمة الزهراء، وأزواج
نام کتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية نویسنده : السُّوَيْدي جلد : 1 صفحه : 312