نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 321
دون القطبية حتى نصل إلى حد تعجز فيه الأشجار نهائيًّا عن النمو، ويسمى هذا بالحد النهائي لنمو الغابات أي الحد الذي لا تنمو الغابات في شماله, وتعتبر الغابات دون القطبية أقل قيمة من الغابات المعتدلة الباردة بسبب صغر حجم الأشجار واختفاء الأنواع الجيدة من الصنوبر بالغابة دون القطبية.
على أن الغابات المخروطية ليست خلوًّا من الأشجار النفضية بل توجد بها هذه الأشجار مثل الجوز والبتولا والصفصاف والراتنج بل ويمتد وجود الأشجار النفضية حتى الحد النهائي لنمو الغابات.
والتحول من غابات نفضية إلى غابات مخروطية سببه مناخي، وهو قيام نوع من الأشجار لا يحتاج لأن ينفض أوراقه بل يستطيع أن يحتفظ بهذه الأوراق على أن تتخذ المظهر الإبري لمقاومة البرد. ولكن في بعض الأحيان يكون التحول من غابات نفضية إلى غابات مخروطية لأسباب تتعلق بالتربة، فحيث توجد التربة الرملية مثلًا في المنطقة المعتدلة الباردة تقوم الغابات المخروطية في الجهات التي كان ينتظر أن تقوم فيها الغابات النفضية، والقيمة الاقتصادية للغابة المخروطية كبيرة إذ تعتبر من المصادر الهامة لتموين العالم بالأخشاب اللينة بل هي أعظم مورد في العالم لهذا النوع من الأخشاب، إذ تفوق الغابات النفضية في هذه الميزة وهي ليونة الخشب وسهولة قطعه وتشكيله، كما تعتبر هذه الغابات من الموارد الهامة للب الخشب اللازم لصناعة الورق، وللحيوانات ذات الفراء التي تعيش فيها.
وفيما يختص بقطع الأخشاب تقدم استغلال هذه الغابات في كل من أوربا وأمريكا الشمالية. فأما في شمال أوربا فإن غاباتها المخروطية تستغل منذ زمن بعيد حتى أصبحت مساحات كثيرة فيها خالية من هذه الأشجار، وأما في أمريكا الشمالية فتستغل غابات كندا استغلالًا جيدًا حيث توجد أشجار الصنوبر الأبيض والأحمر والراتنج -كل في التربة الملائمة له- ويقع مركز قطع الأخشاب في شرق كندا على طول شواطئ سنت لورنس كما تستغل أشجار الشربين والراتنج من كلمبيا البريطانية استغلالًا جيدًا كذلك. وأما في آسيا فما زال استغلال الغابات
نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد جلد : 1 صفحه : 321