responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد    جلد : 1  صفحه : 342
إلا الحشاش الفقيرة التي تتخللها أشجار السنط. ثم إذا ما تابعنا السير شمالًا نجد الحالة النباتية تنقلب مرة أخرى في منطقة الحبشة، فتتحول من جديد إلى الغنى النباتي حيث تنمو الغابات الموسمية على المرتفعات الحارة الرطبة وتنمو الحشائش فيما عدا ذلك من أجزاء، ويعبر عن الحبشة بأنه إقليم غني يبرز وسط أقاليم مجدبة؛ والسبب في غنى الحبشة النباتي هو أمطارها الصيفية الغزيرة الناتجة عن اصطدام الرياح الموسمية بالهضبة المرتفعة، ولذلك بمجرد أن نغادر منطقة الهضبة نحو الشمال يعود الجدب مرة أخرى، بل يعود بشدة أكثر مما وجدناه جنوب الهضبة فنجد الصحراء التامة تسود الساحل الإفريقي من شمال هضبة الحبشة حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ثالثًا: الصحراء: تشغل الصحراء قسمًا كبيرًا من القارة الإفريقية ولا سيما في نصف القارة الواقع شمال خط الاستواء، حتى أصبح لفظ "الصحراء" اسمًا علمًا يستخدم في اللغات الأجنبية للدلالة على "الصحراء الكبرى" في شمال إفريقية، وتعتبر هذه الصحراء الكبرى أهم ظاهرة جغرافية تستلفت الأنظار في القارة الإفريقية فهي عظيمة الاتساع لا يصطدم البصر فيها إلا ببعض الكثبان الرملية والتلال المبعثرة هنا وهناك وهي تمتد امتدادًا متصلًا من أقصى غرب القارة إلى أقصى شرقها أي أنها تمتد من ساحل المحيط الأطلسي حتى ساحل البحر الأحمر، وفي كل هذه المساحة الواسعة يسود جدب شديد وقحط عظيم وظمأ على نطاق واسع لا مثيل له في منطقة أخرى من العالم، ويندر في هذه الصحراء أن يقع البصر على خصلة من العشب أو على جذع شجرة ميتة من الظمأ، ولا يقطع هذا المنظر الممل في الصحراء إلا الواحات التي يقوم فيها بعض النبات معتمدًا على المياه الباطنية، بل إن مصر لا تعتبر أكثر من واحة أوجدها نهر النيل في هذه الصحراء؛ فمساحة الأراضي المزروعة في مصر لا تكاد تذكر إلى جانب المساحات الصحراوية التي تحيط بها من الشرق والغرب. ومثل هذا يقال على القسم الشمالي من السودان، فهو منطقة صحراوية ليس بها من علامات الحياة إلا الشريط الضئيل المساحة المطل على نهر النيل.
وكذلك تشغل الصحراء مساحة كبيرة في النصف الجنوبي من إفريقيا ولكنها

نام کتاب : جغرافية المناخ والنبات نویسنده : يوسف عبد المجيد فايد    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست