43- القول في بلاد الصقالبة
بلاد شرقيها البلغار الداخلة وبعض من بلاد الروس؛ وجنوبيها بعض بحر بنطس وبعض من الروم؛ وغربيها وشماليها بأسره مفازات وخرائب الشمال «1» .
وهي بلاد كبيرة وبها أشجار ملتفّة، وأهلها يقيمون تحت الأشجار، وليس لديهم زراعة سوى زراعة الدخن والأعناب، لكن العسل الجيد كثير بها وكذلك النبيذ وما شابه ذلك مما يصنع كل رجل منهم مائة خابية من النبيذ كل عام. ولهم قطعان خنازير وكذلك قطعان نعاج.
أهلها يحرقون موتاهم. وحين يموت لهم ميت فإن زوجته تقتل نفسها إن شاءت. وهم يرتدون القمصان الطويلة التي تغطي الكعب وينتعلون الأحذية. وكلهم عبدة نيران.
ويزينون أيديهم بأسورة مما لا يوجد لدى المسلمين. وأسلحتهم الترس والمزراق والرمح.
يسمى ملك الصقالبة باسم بسموت سويت؛ وطعام ملوكهم الحليب. يقيمون جميعهم خلال الشتاء في المغاور وتحت الأرض. ولهم قلاع وأسوار كثيرة. ملابسهم من الكتّان على الأغلب؛ ويرون في خدمتهم للملك واجبا يدخل ضمن الدين. ولهم مدينتان: