نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 236
ويخشي "بياء آخر الحروف وخاء معجم وشين مكسور" ومعناه جيد، صادفناه في مصيف له فأعلم بقدومنا فبعث بضيافة وثوب قدسي من برغمة إلى كينوك، ثم اكترينا مريد يدلنا على الطريق وسرنا في جبال شامخة وعرة إلى أن وصلنا إلى مدينة بَلِي كَسْرِي "وضبط اسمها بباء موحدة مفتوحة ولام مكسورة وياء مد وكاف مفتوح وسين مهمل مسكن وراء مسكن وياء" مدينة حسنة كثيرة العمارات مليحة الأسواق، ولا جامع لها يجتمع فيه وأرادوا بناء جامع خارجها متصل بها فبنوا حيطانه ولم يجعلوا له سقفاً وصاروا يصلون به ويجتمعون تحت ظلال الأشجار ونزلنا من هذه المدينة بزاوية الفتى أخي سنان وهو من أفاضلهم وأتى إلينا قاضيها وخطيبها الفقيه موسى.
خبر سلطان بلي كسرى:
ويسمى دمور خان ولا خير فيه. أبوه هو الذي بنا هذه المدينة، وكثرت عمارتها بمن لا خير فيه، في مدة ابنه هذا، والناس على دين الملك ورأيته وبعث إلي ثوب حرير. واشتريت بهذه المدينة جارية رومية تسمى مر غليظة، ثم سرنا إلى مدينة بُرْصَا "وضبط اسمها بضم الباء الموحدة وإسكان الراء وفتح الصاد المهمل" مدينة كبيرة عظيمة حسنة الأسواق فسيحة الشوارع تحفها البساتين من جميع جهاتها والعيون الجارية وبخارجها نهر شديد الحرارة يصب في بركة عظيمة وقد بني عليها بيتان: أحدهما للرجال والآخر للنساء، والمرضى يستشفون بهذه الحمة ويأتون إليها من أقاصي البلاد، وهنالك زاوية للواردين ينزلون بها ويطعمون مدة مقامهم وهي ثلاثة أيام. عمر هذه الزاوية أحد ملوك التركمان. ونزلنا في هذه المدينة بزاوية الفتى أخي شمس الدين من كبار الفتيان ووافقنا عنده يوم عاشوراء فصنع طعاماً كثيراً ودعا وجوه العسكر وأهل المدينة ليلاً وأفطروا عنده وقرأ القراء بالأصوات الحسنة وحضر الفقيه الواعظ مجد الدين القونوي ووعظ وذكر وأحسن ثم أخذوا في السماع والرقص وكانت ليلة عظيمة الشأن، وهذا الواعظ من الصالحين يصوم الدهر ولا يفطر إلا في كل ثلاثة أيام ولا يأكل إلا من كد يمينه. ويقال إنه لم يأكل طعام أحد قط ولا منزل له ولا متاع إلا ما يستتر به ولا ينام إلا في المقبرة. ويعظ في المجالس ويذكر فيتوب على يديه في كل مجلس الجماعة من الناس.
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 236