نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 244
المدرس تاج الدين السلطانيوكي من كبار العلماء قرأ بالعراقين وتبريز واستوطنها مدة وقرأ بدمشق وجاور بالحرمين قديماً. ولقيت بها العالم المدرس صدر الدين سليمان الفنيكي من أهل فنيكة من بلاد الروم وأضافني بمدرسته التي بسوق الخيل. ولقيت بها الشيخ المعمر الصالح دادا أمير علي فدخلت عليه بزاويته بمقربة من سوق الخيل فوجدته ملقى على ظهره فأجلسه بعض خدامه ورفع بعضهم حاجبيه عن عينيه ففتحهما وكلمني بالعربي الفصيح وقال قدمت خير مقدم، وسألته عن عمره، فقال: كنت من أصحاب الخليفة المستنصر بالله[1] وتوفي وأنا ابن ثلاثين سنة وعمره الآن مائة وثلاث وستون سنة فطلبت منه الدعاء فدعا لي وانصرفت. [1] الخليفة المستنصر بالله هو الخليفة قبل الأخير من الخلفاء العباسين ببغداد، وكانت وفاته سنة 640هـ، وعليه فيكون مولد المعمر دادا أمير علي في سنة 610هـ، ويكون عمره حين لقاء ابن بطوطة له عام 734هـ أربعاً وعشرين ومائة عام، وليس مائة وثلاثاً وستّين كما ذكر.
خبر سلكان قصطمونية
...
خبر سلطان قصطمونية:
وهو السلطان المكرم سليمان باد شاه "واسمه بباء معقود وألف ودال مسكن"، وهو كبير السن ينيف على سبعين سنة حسن الوجه طويل اللحية صاحب وقار وهيبة يجالسه الفقهاء والصلحاء دخلت عليه بمجلسه فأجلسني إلى جانبه وسألني عن حالي ومقدمي وعن الحرمين الشريفين ومصر والشام فأجبته وأمر بإنزالي على قرب منه وأعطاني ذلك اليوم فرساً عتيقاً قرطاسي اللون وكسوة، وعيّن لي نفقة وعلفاً وأمر لي بعد ذلك بقمح وشعير نفذ لي في قرية من قرى المدينة على مسيرة نصف يوم منها فلم أجد من يشتريه لرخص الأسعار فأعطيته للحاج الذي كان في صحبتنا. ومن عادة هذا السلطان أن يجلس كل يوم بمجلسه بعد صلاة العصر ويؤتى بالطعام فتفتح الأبواب ولا يمنع أحد من حضري أو بدوي أو غريب أو مسافر من الأكل، ويجلس في أول النهار جلوساً خاصاً ويأتي ابنه فيقبل يديه وينصرف المجلس له ويأتي أرباب الدولة فيأكلون عنده وينصرفون. ومن عادته في يوم الجمعة أن يركب إلى
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 244