responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 265
وأنا معهم، فأوتينا بموائد الذهب والفضة يحمل كل واحدة أربعة من كبار الأتراك ولا يتصرف في ذلك اليوم من بين يدي السلطان إلا الكبار فيأمرهم برفع ما أراد من الموائد إلى من أراد فكان من الفقهاء من أكل ومنهم من تورع عن الأكل في موائد الفضة والذهب ورأيت مدّ البصر عن اليمين والشمال من العربات عليها روايا القِمِزّ فأمر السلطان بتفريقها على الناس وأتوا الي بعربة منها فأعطيتها لجيراني من الأتراك. ثم أتينا المسجد ننتظر صلاة الجمعة فأبطأ السلطان فمن قائل أنه لا يأتي لأن السكر قد غلب عليه ومن قائل أنه لا يترك الجمعة فلما كان بعد تمكن الوقت أتى وهو يتمايل فسلّم على السيد الشريف وتبسم له وكان يخاطبه بآطا وهو الأب بلسان التركية ثم صلينا الجمعة وانصرف الناس إلى منازلهم وانصرف السلطان إلى الباركة فبقي على حاله إلى صلاة العصر ثم انصرف الناس أجمعون وبقي مع الملك تلك الليلة خواتينه وبنته.
ثم كان رحيلنا مع السلطان والمحلة لما انقضى العيد فوصلنا إلى مدينة الحاج تَرْخَان ومعنى ترخان عندهم الموضع المحرر من المغارم "وهو بفتح المثناة وسكون الراء وبفتح الخاء المعجم وآخره نون" والمنسوب إليه هذه المدينة هو حاج من الصالحين تركي نزل بموضعها وحرر له السلطان هذا الموضع فصار قرية عظمت وتمدنت. وهي من أحسن المدن عظيمة الأسواق مبنية على نهر أتل وهو من أنهار الدنيا الكبار وهنالك يقيم السلطان حتى يشتد البرد ويجمد هذا النهر وتجمد المياه المتصلة به ثم يأمر أهل تلك البلاد فيأتون بالآلاف من أحمال التبن فيجعلونها على الجليد المنعقد فوق النهر والتبن هنالك لا تأكله الدواب لأنه يضرها وكذلك ببلاد الهند وإنما أكلها الحشيش الأخضر لخصب البلاد ويسافرون بالعربات فوق هذا النهر والمياه المتصلة به ثلاث مراحل وربما جازت القوافل فوقه مع آخر فصل الشتاء فيغرقون ويهلكون. ولما وصلنا مدينة الحاج ترخان رغبت الخاتون بَيَلون ابنة ملك الروم من السلطان أن يأذن لها في زيارة أبيها لتضع حملها عنده وتعود إليه فأذن لها. ورغبت منه أن يأذن لي في التوجه بصحبتها لمشاهدة القسطنطينية العظمى فمنعني خوفاً عليّ فلاطفته وقلت له: إنما أدخلها في حرمتك وجوارك، فلا أخاف من أحد. فأذن لي وودعناه. ووصلني بألف وخمسمائة دينار وخلعة

نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست