نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 41
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أسرى بي إلى بيت المقدس مر بي جبريل على قبر إبراهيم، فقال: أنزل فصل ركعتين فإن هنا قبر أبيك إبراهيم ثم مر بيت على بيت لحم، وقال: انزل فصل ركعتين فإن هنا ولد أخوك عيسى عليه السلام، ثم أتى بي الصخرة". وذكر بقية الحديث ولما لقيت بهذه المدينة المدرس الصالح المعمر الإمام الخطيب برهان الدين الجعبري أحد الصلحاء المرضيين والأئمة المشهورين سألته عن صحة كون قبر الخليل عليه السلام هنالك فقال لي كل من لقيته من أهل العلم يصححون أن هذه القبور قبور إبراهيم وإسحاق ويعقوب على نبينا وعليهم السلام وقبور زوجاتهم ولا يطعن في ذلك إلا أهل البدع وهو نقل الخلف عن السلف لا يشك فيه ويذكر أن بعض الأئمة دخل إلى الغار ووقف عند قبر سارة فدخل شيخ فقال له أي هذه القبور هو قبر إبراهيم فأشار له إلى قبره المعروف ثم دخل شاب فسأله كذلك فأشار له إليه ثم دخل صبي فسأله أيضا فأشار له إليه فقال الفقيه أشهد أن هذا قبر إبراهيم عليه السلام لا شك ثم دخل إلى المسجد فصلى به وارتحل من الغد وبداخل هذا المسجد أيضا قبر يوسف عليه السلام، وبشرقي حرم الخليل تربة لوط عليه السلام وهي تل مرتفع منه على غور الشام وعلى قبره أبنية حسنة وهو في بيت منها حسن البناء مبيض ولا ستور عليه وهنالك بحيرة لوط[1] وهي أجاج يقال أنها موضع ديار قوم لوط وبمقربة من تربة لوط مسجد اليقين وهو على تل مرتفع له نور وإشراق ليس لسواه ولا يجاوره إلا دار واحدة يسكنها قيمه وفي المسجد بمقربة من بابه موضع منخفض في حجر صلد قد هيئ فيه صورة محراب لا يسع إلا مصليا واحدا ويقال أن إبراهيم سجد في ذلك الموضع شكرا لله تعالى عند هلاك قوم لوط فتحرك موضع سجوده وساخ في الأرض قليلا وبالقرب من هذا المسجد مغارة فيها قبر فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام وبأعلى القبر وأسفله لوحان من الرخام في أحدهما مكتوب منقوش بخط بديع بسم الله الرحمن الرحيم له العزة والبقاء وله ما ذرا وبرا وعلى خلقه كتب الفناء وفي رسول الله أسوة حسنة هذا قبر أم سلمة فاطمة بنت الحسين رضي الله عنه وفي اللوح الآخر منقوش صنعه محمد بن أبي [1] وتعرف الآن باسم: البحر الميت، لعدم وجود حياة فيه، لشدّة مائه.
نام کتاب : رحلة ابن بطوطة - ط دار الشرق العربي نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 41