نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 101
شهر جمادى الآخرة عرفنا الله يمنه وبركته
استهل هلاله ليلة الأربعاء وهو الحادري والعشرون من شهر شتنبر العجمي ونحن بالحرم المقدس زاده الله تعظيما وتشريفا وفي صبحة الليلة المذكورة وافى الأمير مكثر بأتباعه وأشياعه على العادة السالفة المذكورة في الشهر الأول وعلى ذلك الرسم بعينه والزمزمي المغرد بثنائه والدعاء له فوق قبة زمزم يرفع عقيرته[2] بالدعاء والثناء عند كل شوط يطوفه الأمير والقراء أمامه إلى أن فرغ من طوافه وأخذ في طريق انصرافه.
ولأهل هذه الجهات المشرقية كلها سيرة حسنة عند مستهل كل شهر من شهور العام يتصافحون ويهنئ بعضهم بعضا ويتغافرون ويدعو بعضهم [2] عقيرته: صوته.
سلف من السنين حتى لقد زعموا أن ماء زمزم المبارك زاد عذوبة ولم يكن قبل بصادقها[1].
وهذا بالماء المبارك في أمره عجب وذلك أنك تشربه عن خروجه من قراراته فتجد هـ في حاسة الذوق كاللبن عند خروجه من الضرع دفيئا وتلك فيه من الله تعالى أية وعناية وبركته أشهر من أن يحتاج لوصف واصف وهو لما شرب له كما قال صلى الله عليه وسلم أروى الله منه كل ظامئ إليه بعزته وكرمه.
ومن الأمور المجربة في هذا الماء المبارك أن الإنسان ربما وجد مس الإعياء وفتور الأعضاء إما من كثرة الطواف أو من عمرة يعتمرها على قدميه أو من غير ذلك من الأسباب المؤدية إلى تعب البدن فيصب من ذلك الماء على بدنه فيجدالراحة والنشاط فحينه ويذهب عنه ماكان أصابه. [1] صادقها: أراد شديدها.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 101