نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 117
العقل في ذلك. وما ظنك بماء زمزم المبارك قد صب داخل بيت الله الحرام وماج في جنبات اركانه الكرام ثم بإزاء المتلزم والركن الأسود المستلم إليس جديرا بأن تتلقاه الافواه فضلا عن الايدي وتغمس فيه الوجوه فضلا عن الأقدام وحاشا لله أن تعرض في ذلك علة تمنع منه أو شبهة من شبهات الظنون تدفع عنه والنيات عند الله تعالى مقبولة والثابرة على تعظيم حرماته برضاه موصولة وهو المجازى على الضمائر وخفيات السرائر لا إله سواه.
شهر شعبان المكرم عرفنا الله بكرته
استهل هلاله ليلة السبت التاسع عشر لشهر نونبر[1] وفي صبيحته بكر الأمير مكتر إلى الطواف على العادة في ذلك رأس كل شهر مع أخيه وبنيه ومن حرى الرسم باستصحابه من القواد والأشياع والأتباع وعلى الأسلوب المتقدم الذكر والزمزمي يصرخ في مرقبته[2] على عادته متناوبا مع أخيه صغيره.
وفي سحر يوم الخيمس الثالث عشر منه وهو أول يوم من دجنبر[3] بعدطلوع الفجر كسف القمر وبدأ الكسوف والناس في صلاة الصبح في الحرم الشريف وعاب مكسوفا وانتهى الكسوف إلى ثلثيه والله يعرفنا حقيقة الاعتبار بآياته. [1] أي نوفمبر، تشرين الثاني. [2] المرقبة: المكان المرتفع يعلوه الرقيب. [3] أي ديسمبر، كانون الأول.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 117