نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 166
منها إلى الصفراء وبإزائه جبل الطبول وهو شبيه كثيب رمل ممتد وهذه التسمية لاشاعة لهج بها أكثر المسلمين وذلك أنهم يزعمون أن أصوات الطبول تسمع بها كل يوم جمعة كأنها آثار انذارات باقية بما سلف من النصر النبوي في ذلك الموضع والله أعلم بغيبه.
وموضع عريش النبي صلى الله عليه وسلم يتصل بسفح جبل الطبول المذكور وموضع الوقيعة امامه وعند نخيل القليب مسجد يقال: إنه مبرك ناقة النبي صلى الله عليه وسلم وصح عند نا على زعمة أحد الاعراب الساكنين ببدر انهم يسمعون أصوات الطبول بالجبل المذكور لكن عين لذلك كل يوم اثنين ويوم خميس فعجبنا من زعمه كل العجب ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الله تعالى.
وبين بدر والصفراء بريد والطريق إليها في واد بين جبال تتصل بها حدائق النخيل والعيون فيه كثيرة وهو طريق حسن وبالصفراء حصن مشيد ويتصل به حصون كثيرة منها حصنان يعرفان بالتوأمين وحصن يعرف بالحسنية وآخر يعرف بالجديد إلى حصون كثيرة وقرى متصلة.
شهر محرم سنة ثمانين وخمسمائة[1] عرفنا الله بركته وبركة سنته وخصنا فيه برحمته، وتكفلنا بعصمته
استهل هلاله ليلة السبت بموافقة الرابع عشر لشهر أبريل ونحن مقلعون من بدر إلى الصفراء فبتنا باستهلاله بهذه البقعة الكريمة: بدر حيث نصر الله المسلمين وقهر المشركين والحمد لله على ذلك
وكان نزولنا بالصفراء إثر صلاة العشاء الآخرة فأصبحنا يوم السبت مستهل الهلال المذكور مقيمين [1] 1184م.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 166