نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 215
وعلى النهر المذكور جسر معقود من صم الحجارة يتصل بباب المدينة القبلي. وفيها مدرستان ومارستان واحد وصاحبها معين الدين أخو معز الدين صاحب الموصل ابنا أتابك. ولمعين الدين أيضا مدينة سنجار وهي عن يمين الطريق إلى الموصل.
ويسكن في إحدى الزوايا الجوفية من جامعها المكرم الشيخ أبو اليقظان الأسود الجسد الأبيض الكبد أحد الأولياء الذين نور الله بصائرهم بالإيمان وجعلهم من الباقيات الصالحات في الزمان الشهير المقامات الموصوف بالكرامات نضو[1] التبتل والزهادة ومن اخلقت جدته العبادة قد اكتفى بنسج يده ولا يدخر من قوت يومه لغده أسعدنا الله بلقائه وأصبحنا من بركة دعائه عشي يوم الثلاثاء مستهل ربيع الأول فحمدنا الله عز وجل على أن من علينا برؤيته وشرفنا بمصافحته والله ينفعنا بدعائه إنه سميع مجيب لا إله سواه.
فكان نزولنا بها في خان خارجها وبتنا بها ليلة الأربعاء الثاني من ربيع الأول ورحلنا صبيحته في قافلة كبيرة من البغال والحمير حرانيين وحلبيين وسواهم من أهل البلاد بلاد بكر وما يليها وتركنا حاج هذه الجهات وراء ظهورنا على الجمال فتمادى سيرنا إلى أول الظهر ونحن على أهبة وحذر من أغارة الأكراد الذين هم آفة هذه الجهات من الموصل إلى نصبين إلى مدينة دنيصر يقطعون السبيل ويسعون فسادا في الأرض وسكناهم في جبال منيعة على قرب من هذه البلاد المذكورة ولم يعن الله سلاطينها على قمعهم وكف عاديتهم فهم ربما وصلوا في بعض الأحيان إلى باب نصيبين ولا دافع لهم ولا مانع إلا الله عز وجل. فقلنا يوم الأربعاء المذكور وراينا ذلك اليوم عن يمين طريقنا بقرب من صفح الجبل مدينة دارى العتيقة وهي بيضاء كبيرة لها قلعة مشرفة ويليها بمقدار نصف مرحلة مدينة ماردين وهي في صفح جبل في قنته قلعة لها كبيرة هي من قلاع الدنيا الشهيرة وكلتا المدينتين معمورة. [1] نضو: هزيل ضامر.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 215