نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 217
فكان مقامنا بدنيصر إلى أن صلينا الجمعة وهو اليوم الرابع لربيع "الأول" تلوم[1] أهل القافلة بها لشهود سوقها لأن بها يوم الخيمس ويوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد بعدها سوق حفيلة يجتمع لها أهل هذه الجهات المجاورة لها والقرى المتصلة بها لأن الطريق كلها يمينا وشمالا قرى متصلة وخانات مشيدة ويسمون هذه السوق المجتمع إليها من الجهات البازار وأيام كل سوق معلومة.
ورحلنا إثر صلاة الجمعة فاجتزنا على قرية كبيرة لها حصن تعرف بتل العقاب هي للنصارى المعاهدين الذميين ذكرتنا هذه القرية بقرى الأندلس حسنا ونضارة تحقها البساتين والكروم وأنواع الأشجار وينسرب بازائها نهر ترف الظلال عليه وخطها متسع والبساتين قد انتظمته وشاهدنا بها من الخنانيص امثال الغنم كثرة وانسا بأهلها. ثم وصلنا عشي النهار إلى قرية أخرى تعرف بالجسر هي الآن لناس من المعاهدين وهم فرقة من فرق الروم فكان مبيتنا بها ليلة السبت الخامس لربيع المذكور ثم اسحرنا منها لووصلنا مدينة راس العين قبيل الظهر من يوم السبت المذكور. [1] تلوم: انتظر وتمهل.
ذكر مدينة رأس العين حرسها الله
هذا الاسم لها من أصدق الصفات وموضعها به أشرف الموضوعات وذلك أن الله تعالى فجر أرضها عيونا وأجراها ماء معينا فتقسمت مذانب وانسابت جداول تنبسط في مروج خضر فكأنها سبائك اللجين ممدودة في بمناط الزبرجد تحف بها اشجار وبساتين قد انتظمت حافتيها إلى آخر انتهائها من عمارة بطحائها. وأعظم هذه العيون عينان إحد اهما فوق الأخرى فالعليا منهما نابعة فوق الأرض في صم الحجارة كأنها في جوف غار كبير
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 217