نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 282
وهذا الخنزير صاحب عكة المسمى عندهم بالملك محجوب لا يظهر قد ابتلاه الله بالجذام فعجل له سوء الانتقام قد شغلته بلواه في صباه عن نعيم دنياه فهو فيها يشقى ولعذاب الآخرة أشد وأبقى وحاجبه وصاحب الحال عوضه خاله القومس[1] وهو صاحب المجبى وإليه ترتفع الأموال، والمشرف على الجميع بالمكانة والوجاهة وكبر الشان في الإفرنج ية اللعينة القومس اللعين صاحب طرابلس وطبرية وهو ذو قدر ومنزلة عند الإفرنج وهو المؤهل للملك والمرشح له وهو موصوف بالدهاء والمكر وكان اسيرا عند نور الدين نحو اثنتي عشرة سنة أو أزيد ثم تخلص بمال عظيم بذله في نفسه مدة صلاح الدين وعند أول ولايته وهو معترف لصلاحا لدين بالعبودية والعتق.
وعلى بادية طبرية اختلاف القوافل من دمشق لسهولة طريقها ويقصد بقوافل البغال على تبنين لوعورتها وقصد طريقها وبحيرة طبرية مشهورة وهي ماء عذب وسمعتها نحو ثلاثة فراسخ أو أربعة وطولها نحو ستة فراسخ والاقوال فيها تختلف وهذا القول أقربها إلى الصحة لأنا لم نعاينها وعرضها أيضا مختلف سعة وضيقا. وفيها قبور كثيرة من قبور الأنبياء صلوات الله عليهم كشعيب وسليمان ويهودا وروبيل وابنة شعيب زوج الكليم موسى وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وجبل الطور منها قريب.
وبين عكة وبيت المقدس ثلاثة أيام وبين دمشق وبينه مقدار ثمانية أيام وهو بين المغرب والقبلة من عكة إلى جهة الإسكندرية والله يعيده إلى أيدي المسلمين ويطهره من أيدي المشركين بعزته وقدرته. [1] القومس: مأخوذة عن الإسبانية قوميز: الكونت.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 282