نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 44
شهر ربيع الأول عرفنا الله بركته
استهل هلاله ليلة الجمعة الرابع والعشرين من شهر يونية ونحن بآخر الوضح على نحو ثلاث مراحل من عيذاب وفي وقت الغداة من يوم الجمعة المذكور كان نزولنا على الماء بموضع يعرف بالعشراء على مرحلتين من عيذاب وبهذا الموضع كثير من شجر العشر وهو شبيه بشرج الأترج[3] لكن لا شوك له. وماء هذا الموضع ليس بخالص العذوبة وهو في بئر غير مطوية[4] وألفينا [3] العشر: شجر فيه حراق، لم يقتدح الناس في أجود منه. والأترج: ليمون تسميه العامة الكباد. [4] المطوية: المبنية بالحجارة، منعا لانطمارها بالرمال.
تلتقى بقارعة الطريق أحمال الفلفل والقرفة وسائرها من السلع مطروحة لا حارس لها تترك بهذه السبيل إما لأعباء الإبل الحاملة لها أو غير ذلك من الأعذار وتبقى بموضعها إلى أن ينقلها صاحبها مصونة من الآفات على كثرة المار عليها من أطوار الناس.
ثم كان رفعنا من أمتان المذكور صبيحة يوم الإثنين بعد الأحد المذكور. ونزلنا على ماء بموضع بعرف بمجاج بمقربة من الطريق ظهر يوم الإثنين المذكور ومنه تزودنا الماء لأربعة أيام إلى ماء بموضع يعرف بالعشراء على مسافة يوم من عيذاب. ومن هذه المرحلة المجاجية يسلك الوضح[1] وهي رملة ميثاء[2] تتصل بساحل بحر جدة يمشى فيها إلى عيذاب إن شاء الله وهي في أفيح من الأرض مد البصر يمينا وشمالا.
وفي ظهر يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من الشهر المذكور كان رفعنا من مجاج المذكور سالكين على الوضح. [1] الوضح: وسط الطريق ومحجته. [2] الميثاء: الرملة اللينة السهلة.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 44