نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 70
ومجتمع الستور في الأركان الأربعة مخيط إلى أزيد من قامة ثم منها إلى أعلاها تتصل بعرى من حديد تدخل بعضها في بعض. واستدار أيضا بأعلاها على جوانب السطح تكفيف ثان وقعت فيه أعالي الستور في حلقات حديد على تلك الصفة المذكورة فجاءت الكسوة المباركة مخطية الأعلى والأسفل وثيقة الإزرار لا تخلع إلا من عام إلى عام عند تجديدها فسبحان من خلد لها الشرف إلى يوم القيامة لا إله سواه.
وباب الكعبة الكريم يفتح كل يوم اثنين ويوم جمعة إلا في رجب فانه يفتح في كل يوم وفتحه أول بزوغ الشمس، يقبل سدنة البيت الشيبيون فيبادر منهم من ينقل كرسيا كبيرا شبه المنبر الواسع له تسعة أدراج مستطيلة قد وضعت له قوائم من الخشب متطأمنه مع الأرض لها أربع بكرات كبار مصفحة بالحديد لمباشرتها الأرض يجرى الكرسي عليها حتى يصل إلى البيت الكريم فيقع درجة الأعلى متصلا بالعتبة المباركة من الباب. فيصعد زعم الشيبيين إليه وهو كهل جميل الهيئة والشارة[1] وبيده مفتاح القف المبارك ومعه من السدنة من يمسك في يده سترا أسود يفتخ[2] يديه به إمام الباب خلال ما يفتحه الزعيم الشيبي المذكور فإذا فتح القفل قبل العتبة ثم دخل البيت وحده وسد الباب خلفه وأقام قدر ما يركع ركعتين ثم يدخل الشيبيون ويسدون الباب أيضا ويركعون ثم يفتح الباب ويبادر الناس بالدخول
وفي أثناء محاولة فتح الباب الكريم يقف الناس مستقبلين إياه بأبصار خاشعة وأيد مبسوطة إلى الله ضارعة وإذا انفتح الباب كبر الناس وعلا ضجيجيهم ونادوا بألسنة مستهلة: اللهم افتح لنا أبواب رحمتك ومغفرتك يا أرحم الراحمين ثم دخلوا بسلام آمنين.
وفي الصفح المقابل للداخل فيه الذي هو من الركن اليماني إلى الركن الشامي، [1] الشارة: الهيئة واللباس. [2] يفتخ: يثني ويلين.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 70