نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 81
ووضعوه في العتبة المباركة مع المقام الكريم مقام الخليل إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وسلم واجتمع الناس كاشفين رءوسهم داعين متضرعين وبالمصحف الكريم والمقام العظيم إلى الله متوسلين فلا ينفصلون عن مقامهم ذلك إلا ورحمة الله عن وجل قد تداركتهم والله لطيف بعباده لا إله سواه.
وبإزاء الحرم الشريف ديار كثيرة لها أبوباب يخرج منها إليه. وناهيك بهذا الجوار الكريم كدار زبيدة ودار القاضي ودار تعرف بالعجلة وسواها من الديار وحول الحرم أيضا ديار كثيرة تطيف به ذات مناظر وسطوح يخرج منها إلى سطح الحرم فيبيت أهلها فيه ويبردون ماءهم في أعالي شرفاته فهم من النظر إلى البيت العتيق دائما في عبادة متصلة الله يهنهم ما خصهم به من مجاورة بيته الحرام بمنه وكرمه.
وألفيت بخط الفقيه الزاهد الورع أبي جعفر الفتكي القرطبي: أن ذرع المسجد الحرام في الطول والعرض ما أثبته أولا وطول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة ذراع وعرضه مائتان وعدد سواريه ثلاثمائة ومباراته ثلاث فيكون تكسيره أربعة وعشرين مرجعا[1] من المراجع المغربية وهي خمسون ذراعا في مثلها، وطول مسجد بيت المقدس أعاده الله للإسلام سبعمائه وثمانون ذراعا وعرضه أربعمائة وخمسون ذراعا وسواريه أربعمائة وأربع عشرة سارية وقناديله خمسمائة وأبوابه خمسون بابا فيكون تكسيره من المراجع المذكورة مائة مرجع وأربعين مرجعا وخمسى مرجع. [1] المرجع: مقياس للأراضي استعمل في المغرب.
نام کتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت نویسنده : ابن جبير جلد : 1 صفحه : 81