responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 49
تزن كل قِطْعَة مِنْهُ أَكثر من ألف من وعَلى جانبيه بِنَاء من الطوب النيىء ارتفاعه عشرُون ذِرَاعا وَقد نصبت على قمته أعمدة من الرخام طول كل مِنْهَا ثَمَانِيَة أَذْرع وَهِي سميكة بِحَيْثُ لَا يَسْتَطِيع رجلَانِ أَن يحيطاها بأذرعهما إِلَّا بصعوبة وعَلى رَأس هَذِه الْعمد عُقُود على الْجَانِبَيْنِ كلهَا من الْحجر المنحوت الَّذِي لَا يفصله عَن بعضه حص أَو طين وَفِي الْوسط تَمامًا الطاق الْكَبِير يعلوها بِخَمْسِينَ ذِرَاعا وَقد قست كل حجر مِنْهُ فَإِذا بِهِ ثَمَانِيَة أَذْرع طولا وَأَرْبَعَة عرضا وأظن الْحجر الْوَاحِد يزن سَبْعَة آلَاف من وَقد نقشت هَذِه الْحِجَارَة بدقة ومهارة بِحَيْثُ يقل مَا يشابهها مِمَّا ينقش على الْخشب وَلم يبْق هُنَاكَ أبنية غير هَذَا الطاق وَقد سَأَلت أَي مَكَان هَذَا فَقيل لي سمعنَا أَنه بَاب حديقة فِرْعَوْن وَهُوَ بَالغ فِي الْقدَم والوادي المجاور لهَذِهِ النَّاحِيَة مَمْلُوء بأعمدة الرخام تيجانها وجذوعها وَهِي من الرخام المدور والمربع والمسدس والمثمن وَهِي من الصلابة بِحَيْثُ لَا يُؤثر فِيهَا الْحَدِيد وَلَيْسَ فِي هَذِه الْجِهَة جبل حَتَّى يُقَال إِنَّهُم جلبوها مِنْهُ وَهُنَاكَ حِجَارَة تبدو كَأَنَّهَا معجونة جرانيت وَهِي تفل الْحَدِيد وَفِي نواحي الشَّام أَكثر من خَمْسمِائَة ألف من أعمدة وتيجان وجذوع وَلَا يعرف أحد مَاذَا كَانَت وَلَا من أَيْن نقلت
ثمَّ بلغنَا مَدِينَة صيدا وَهِي على شاطىء الْبَحْر أَيْضا يزرع بهَا قصب السكر بوفرة وَبهَا قلعة حجرية محكمَة وَلها ثَلَاث بوابات وفيهَا مَسْجِد جُمُعَة جميل يبْعَث فِي النَّفس هَيْبَة تَامَّة وَقد فرش كُله بالحصير المنقوش وَفِي صيدا سوق جميل نظيف وَقد ظَنَنْت حِين رَأَيْته أَنه زين خَاصَّة لمقدم السُّلْطَان أَو لِأَن بشرى سعيدة أذيعت فَلَمَّا سَأَلت قيل لي هَكَذَا عَادَة هَذِه الْمَدِينَة دَائِما وفيهَا حدائق وأشجار منسقة حَتَّى لتقول إِن سُلْطَانا هاويا غرسها وَفِي كل من هَذِه الحدائق كشك وأغلب شَجَرهَا مثمر

نام کتاب : سفر نامه نویسنده : ناصر خسرو    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست