فكره أبو العلى ما أتوا به، واسود وجهه، فتطير الحاضرون بذلك، وامتنع أبو العلى بعد هذا المجلس من كلام الخطباء، وإنشاد الشعراء، في هذه القضية؛ وأقام محاصراً لابن هود حتى رحل في السنة الثانية، وعلم أهلها أنهم لا ينفعهم معه إلا التحريك على ساعد الجد، وعلم هو أنه لا تجوز عليهم حيلة ولا تنفع فيهم موعظة، وكان الأمر على ما نطق به القدر على ألسنة أولئك.
صدينة
من كور شذونة ببلاد الأندلس، أزلية قائمة الأسوار، باقية الآثار، تطرد المياه داخلها من عين ثرة تطحن على جنوبها الأرحاء، وهي في غاية الحصانة، لا ينفذ جيش إليها، ولا يتوصل عسكر للنزول عليها، وهذه العين عنصر نهر بوصة.