صلحاً؛ خرج إليها الإفرنج في خمسين ألف راكب، وابن ردمير في جملةٍ أخرى، أعادها الله للإسلام بفضله.
ومن سرقسطة قاسم بن ثابت صاحب كتاب الدلائل، بلغ فيه الغاية من الإتقان ومات قبل أن يكمله، وأكمله أبوه ثابت بعده. وكان قاسم ورعاً فاضلاً، وأريد على أن يلي قضاء سرقسة، فأبى من ذلك، فأراد أبوه إكراهه على ذلك، فسأله أن يتركه ثلاثة أيام حتى ينظر في أمره، ويستخير الله تعالى، فمات في الثلاثة الأيام.
فيروى أنه دعا لفنسه بالموت، وكان يقال إنه مجاب الدعوة، توفي برقسطة سنة 302.
سمورة
هي دار مملكة الجلالقة، على ضفة نهرٍ كبيرٍ جداً، خرارٍ، كثير الماء، شديد الجرية، عميق القعر. وبين سمورة وبين البحر ستون ميلاً.
وسمورة مدينة جليلة، قاعدة من قواعد الروم، وعليها سعة أسوار من عجيب البنيان، وقد أحكمته الملوك السالفة، وبين الأسوار فصلان وخنادق ومياه واسعة.
وقد كان عبد الرحمن بن محمد الخليفة الأموي بالأندلس غزاسنة327 في أزيد من مائتي ألف من الناس، فنزل على دار مملكة الجلالقة، وهي سمورة هذه، وكان أشد ما على أهل الأندلس من الأمم المحاربة لهم الجلالقة، كما أن الإفرنجة حرب لهم، غير أن الجلالقة أشد بأساً. وكان لبعد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس وزير من ولد أمية يقال له أحمد بن إسحاق، فقبض عليه عبد الرحمن على موجدةٍ وجدها عليه، فقتله