وسباخ، والبحرين إنما سميت البحرين من أجل نهرها محلّم ولنهر عين الجريب.
ثم تصعد منها قاصداً اليمامة فيكون من عن يمينك خرشيم وهي هضاب وصحراء مطّرحة إلى الحفرين وإلى السّلحين والحفران هما حفر الرّمّانتين وهن من مياه العرمة وأمام وجهك وأنت مستقبل مغرب الشمس مطلعك من الجيش فالحابسّية تم مزلقّة مفعّلة ثم الموارد ثم الفروق الأدنى ثم الفروق الثاني ثم تطلع من الفروق في الخوار خوار الثّلع ثم الصّليب وعن يمينك الصّلب صلب المعى والبرقة برقة الثّور.
ثم الصّماّن ومياهه وهي دحول تحت الأرض مخرّقة في جلد الأرض منها ما يكون سبعين بوعا ومئة بوع تحت الأرض وأقل وأكثر، منها دحل العيض، ومنها دحل أريكة بالصّحصحان، ومنها دحل السمرات، ومنها الدحل الضبيّ يكون ماؤها من ماء السماء عذب، وبالصّمان المصانع وهي معمولة من الأرض غدر مرصوفة بالصفا من جوانبها وليس بالصمان ماء عدّ إلا ما كان مياه العرمة قربها.
ثم ترجع إلى طريق زرى قاصداً إلى اليمامة، فمن عن يسارك الدبيب ماء يسمى بالدبيب وأنت جائز بالصحصحان ومن عن يمينك ماء يقال له الدّحرضي وفيه يقول عنترة:
شربت بماء الدّحرضين فأصبحت
ثم تقطع بطن قوّ ثم السمراء وهو أرض سهب ثم تأخذ في الدهناء وهي هناك مسيرة يوم وتثني من طريق زري وتأخذ على الشجرة وهي الشجرة ذي الرمة التي مات تحتها وكتب فيها شعره، ثم تخرج من الجبال والشقاق إلى العثاعث وهي السلاسل وأنت في ذلك تأخذ طريقاً يقال لها الخلّ خل الرمل فأول ماء ترده من العرمة من عن يسارك قلت هبل وهي تنكش وتعضب سريعاً، ومن عن يمينك قلات يقال لها النّظيم نظيم الجفنة، ومن عن يمين ذلك على