قال: ونشر البرد هو يريد البرود كما تقول العرب: قل الجمل وقل الثوب وغلا الثوب وعز الدينار وهم يروون غلت الثياب وقلّت الجمال وقلت الدنانير.
هذا وهم في مسجد الميقات ... ثم استطفوا فوق يعملات
حتى إذا ما ثرن مجبوبات ... لبوا جميل الصنع ذا الخيرات
بلغة من أحسن اللغات ... بحاً وشعثا رافعي الأصوات
مفضين بالمسير إلى البوبات ... قولهم: يا قاضي الحاجات
اغفر لنا يا سامع الدعوات ... واعف عن الأحياء والأموات
البوباة أرض منقلة إلى وادي نخلة ومصعدها إلى قرن كثيب لا تكاد تعدوه الرذايا والأنضاء، مجبوبات قد أكلت الرحال من أسنمتها والواحدة جباء والذكر أجب ومن الناس مجبوب.
ثم اعتزمن العيس بالتصميم ... عوائداً للمسجد المعلوم
قواصداً للكفو فاليسوم ... إلى بريد الصخرة المأزوم
والقوم في التمجيد والتعظيم ... يرجون عفو الغافر الرحيم
ومنزلاً في جنة النعيم ... بعفو رب واسع كريم
والعيس في ذي طخية بهيم ... على سبيل الحق مستقيم
المسجد المعلوم مسجد إبراهيم عليه السلام إلى رأس وادي نخلة ينزل الناس فيصلون فيه ويدعون، والكفو واليسوم جبلان بنخلة، والبهيم الليل لأنه في رأس الشهر متحير بظلمة على الطريق.
لضيعة الطلحيِّ مستقيمه ... صادرةً عنها تؤم الزيمه
ثم على سبوحة القديمه ... حيث بريد الصخرة المقيمه
مطنبة في السير ذي العزيمه ... إلى أريك تعتلي صميمه
حميدة في الركب لا مليمه ... باقية أعراقها كريمه