فكن له يا ربنا بمرصد ... وزده برّاً وتعظيما يزدد
في مسجد ما مثله للسُّجّد ... ومنهل طام رويّ المورد
عين من الجنة لم تصرد ... أمام بيت شائد مشيد
قد حف بالديباج لم يجرد ... والدر والمردان والزبرجد
وركن ياقوت وبابي عسجد ... فياله بيت مبين السؤدد
يريد منهل المسجد زمزم ويريد كسوة البيت وما يعلق عليه في الشمسية من الجوهر والعسجد والذهب.
حتى إذا ما ارتحل الإمام ... بسنة سن بها الإسلام
وسارت الرايات والأعلام ... عاد لقوم نقضوا إحرام
ثم مضى إلى منى الأقوام ... ثمت أمسوا وبها قد ناموا
حتى إذا ما حسر الظلام ... صلوا بها الفجر معاً وصاموا
طوعاً ولم يفرض بها صيام ... ثم مضوا ما إن لهم مقام
حتى أتوا حيث يكون الموقف ... بعرفات وبها المعرف
يوم به إبليس عاو يهتف ... مما يرى من صرف ما يصرف
من رحمة الله التي لا توصف ... ومن عطاء الله ما لا ينزف
من حور عين في العلى تطرف ... شوقاً إلى أزواجها تشرف
طوبى لأهل الحج يوم أوجفوا ... بصالح الأعمال عما أسلفوا
الإفاضة
حتى إذا ضوء النهار أدبرا ... وغابت الشمس استطاروا حُسرَّا
يدعون ذا العز الذي تجبرا ... ثم مضى إمامهم وكبرا
إفاضة لم تك فيهم منكرا ... قد لزموا التؤدة والتوقرا
حتى أتوا جمعاً وجاءوا المشعرا ... ثم أناخوا ساهمات ضمرا