نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 178
وفي سلطان هذه المملكة طوائف الجركس [1] والروس [2] والآص [3][1] وهم أهل مدن عامرة وآهلة، وجبال مشجرة مثمرة، ينبت عندهم الزرع، ويدر الضرع، وتجري الأنهار، وتجنى الثمار، ولا طاقة لهم بسلطان هذه البلاد، وهم معه، وإن كانت لهم ملوك كالرعايا فإن داروه بالطاعة والتحف والطرف، كف عنهم، وإلا شن عليهم الغارات، وضايقهم بالحصار، وكم مرة قتل رجالهم، وسبى نساءهم وذراريهم، وجلب رقيقهم إلى أقطار الأرض.
ومما ينضم إلى جناح هذا السلطان قوم من الترك في نهاية الشمال من حدوده، وهم في جهد من قشف العيش، لأنهم ليسوا أهل حاضرة لهم زرع، وشدة البرد تهلك، مواشيهم، وهم همج رعاع لا لهم مسكة بدين ولا رزانة في عقل، وهم لشدة ما بهم من سوء الحال إذا (المخطوط ص 86) وجد أحدهم لحما سلقة [4] ولم ينضجه، وشرب مرقه، وترك اللحم ليأكله مرة أخرى، ثم يجمع العظام، ويعاود سلقها [2] مرة أخرى، ويشرب مرقها، وقس على هذا بقية عيشهم.
وأخبرني الصدر جمال الدين عبد الله الحصني التاجر؛ أن ليس كثير من أهل [1] الجركس: أو الشركس أو نشر كسيا، قوم يقطنون إقليما شاسعا من ولاية كوبان في روسيا أوروبا، والشراكسة رعاة ومقاتلة، في الغالب طوال القامات، عراض المنكبين، نحاف الجسوم صغار اليدين والرجليين، (دائرة معارف البستاني 10/439) . [2] الروس: قوم كانوا ضمن أملاك الوس جوجي وأولاده وكان بعضهم يسكن مدينة السرا عاصمة دولتهم في القرن الثامن الهجري، وكانوا في المنطقة الواقعة شرقي جبال آرال. [3] الآص: هم الآس ويعرفون عند بعض الكتاب بالآلان والأوسنيت (جامع التواريخ ح 1/212) والأوسيت الآن إقليم ذات حكم ذاتي في الاتحاد الروسي وتسمى أوسيتيا الشمالية وآخر تابع لجورجيا ويسمى أوسيتيا الجنوبية وبها يسكن الآص. [4] ورد بالمخطوط صلقه.
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 178