نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 375
وهي ثامنة النطاق الثاني، وصاحبها ابن أندين [1] ، وكرسيه مدينة بركي [2] ، وموقعها شمال طغرلو، وتوازا وجنوبي تدرقل ولصاحبها نحو ستين مدينة [3] وثلاثمائة قلعة أو أزيد، وعسكره سبعون ألف فارس أشلاء حرب وكفاح، وعرضه سيوف ورماح، ولهم مع الروم والفرنج وطوائف بني الأصفر، حروب عظيمة وأيام لها غور وحجول معلومة، ضج البر والبحر من وقائعها، ومع السجايا تصعد إليه من بقائعها، لا تهدأ لهم مضاجع ولا تراهم إلا بين متأهب لغزوة وآخر راجع، سدوا فروج البر خيلا، وأوقروا صدور البحر سفنا، وجروا لكاتب برسي على هذا حبالا، وتسرى على ذاك مدنا، وكل ملوك الأتراك في غزوات الكفار، عليهم عيال وبسيوفهم المهندة الذكور يلفح الحرب الجبال لا يرضى إلا بصيد المهج، ولا يمضي يوم إلا بقتيل لها لا إثم فيه ولا حرج، كأنما كونوا من جناح غراب أو صهوة مطهم أو خلقوا المطية نقارا وأدهم، لا تفرغ لهم شمال ولا يمين، هذه بعنان جواد، وهذه بقلع سفين، ولمهابتهم في قلوب ملوك بني الأصفر ما يختلج به ضمائرهم وتختلف الأتي، الإجماع عليه سرائرهم، وإذا قيل أنه قد تحرك منهم متحرك طيب، إنه يريد نفوسها وسكت في حياتها حتى تلمس رؤوسها بيديها.
وملك هذه البلاد أثابه الله تعالى وجنوده أجمعين [4] على هذه العزيمة، لا يفل وحدها، ولا حديدها، ولا يكف والدها ولا وليدها، وهم سبب كثرة السبي، ومن يجلب إلى الآفاق من أولاد الروم ونسائهم، فأمدهم الله بالظفر وأعلى كلمتهم على من كفر، وهذه البلاد دهمها ومدها نحو مملكة صارو خان، فأما رطلها فستة عشر (المخطوط 178) رطلا بالمصري، وأسعارها رخية، وثمارها مما يحمل البحر وتنبت الأرض سخية. [1] هو محمد بن آيدين من خيار السلاطين وكرمائهم وفضلائهم (رحلة ابن بطوطة 199) . [2] بركى مقر حكمه بها محيي الدين والقاضي عز الدين فرشتي (رحلة ابن بطوطة 199) . [3] منها أريا وصرت وكوشك وقراجة فيونلو وآقجشهر وبلين بولى (معجم الأنساب 227) . [4] وردت أجمعون.
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله جلد : 3 صفحه : 375