نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 356
وفي منتصف القرن الرابع ملكها الدمستق فيما ملك من أعمال أنطاكية. وفي سنة 584 سار إليها صلاح الدين بعد فتح دربساك وحصرها ونصب عليها المجانيق فلم يفز منها بطائل لعلوها وحصانتها وقلّ الماء على المسلمين فشق عليهم ذلك ويئسوا «1» من فتحها فنصب صلاح الدين حياضا وأمر بحمل الماء إليها. فبينما هم على ذلك إذ فتح باب القلعة وخرج إليهم إنسان يطلب الأمان حتى يسلموا الحصن على أن لا يخرج من أهله أحد إلا بثيابه بلا مال ولا سلاح ولا متاع ولا دابة فأجابهم صلاح الدين وتسلم القلعة واستولى على ما فيها من الذخائر والأموال وأمر بهدمها فهدمت ورحل عنها.
ثم إن ابن ليون الأرمني جدد عمارتها وجعل فيها عسكرا يغير على البلاد الإسلامية المجاورة لها إلى سنة 635 فحصرها توران شاه عم الملك العزيز بعسكر حلب ثم رحل عنها لهدنة مع صاحب أنطاكية ثم تغلب عليها المسلمون واستمروا بها إلى أن أخذت بالخراب.
وقد ذكرها البحتري في شعر مدح به أحمد بن طولون حيث يقول:
سيوف لها في كل دار عدا «2» ردى ... وخيل لها في كل دار عدا «3» نهب
علت فوق بغراس فضاقت بما جنت ... صدور رجال حين ضاق بها الدرب
وإلى بغراس هذه ينسب أبو عثمان سعيد بن حرب البغراسي ومحمد بن إبراهيم بن قاسم البغراسي الخضري دخل دمشق وحدث بها سنة 414 وفي هذا القضاء أيضا دير بساك أو دربساك كان حصنا وليس بدير وكان من أعمال حلب وليس له الآن أثر يعرف وكان موضعه قاطع النهر الأسود المعروف الآن بنهر قره صو على لحف شعبة من جبل اللكام قرب جسر مراد باشا وليس له ذكر في الفتوح الإسلامي وإنما جدد في دولة الأرمن لما ملكوا الثغور.
انتهى الكلام على قضاء بيلان.
نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 356