نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 371
هذه المدينة قديمة العهد جدا بناها إسكندر المقدوني تذكارا لانتصاره وسميت أولا نيقيفوريوم ثم كاليكيوم ثم قسطنطينو بوليس ثم لاونتوسو بوليس نسبة إلى قياصرة من الرومان.
وحدث لها في تاريخ الإسلام عدة حوادث فقد جرت بها وقعة بين أهلها وعساكر الضحاك الخارجي سنة 128 فأرسل مروان عسكرا أرحل عنها الخوارج واستوطنها الرشيد سنة 180 وبنى فيها قصرا جميلا وتكاثر بها الناس وزادت عمارتها وقال الرشيد يوما في تركه بغداد وتوطّنه الرقة: ولنعم الدار هي بغداد ولكني أريد المناخ على ناحية أهل الشقاق والنفاق والبغض لائمة الهدى والحب لشجرة اللعنة بني أمية مع ما فيها من المارقة والمتلصصة ومخيفي السبيل ولولا ذلك لما فارقت بغداد.
وآثار قصر الرشيد فيها باقية إلى هذا العصر وهي واقعة على ملتقى بالس والفرات على مسافة مائتي ميل من ديار بكر إلى الجنوب الغربي وفيها بعض آثار رومانية. وينسب إليها جماعة من العلماء ومنهم أبو عمرو هلال بن العلاء ابن هلال الرقي محدث ضعيف الحديث مات سنة (270) ومحمد بن حسن الرقي الشاعر يعرف بالمعوج مات سنة (307) ومن المتأخرين القاضي البيضاوي صاحب التفسير وقيل هو من البيضاء بلدة بفارس.
وقد دلت تواريخ الدولة العثمانية على أن قضاء الرقة بقي معمورا مدة طويلة وكانت الدولة ترسل إليها واليا كوالي حلب يقيم بها. ثم على تمادي الأيام ألم بها الخراب وصارت الدولة تسمي والي حلب والي حلب والرقة ويقيم بحلب واستمر ذلك كذلك إلى حين تشكيل الولايات فأفرد والي حلب بالذكر وكانت الرقة قد أشرفت على الانمحاء من الوجود وخرب برها خرابا فاحشا بسبب البدو الرحل فصارت مركز مديرية إلى حدود سنة 1300 وفيها فتحت عدة قرى من المزارع السلطانية واستوطنها كثير من العرب يسكنون فيها بأخصاص «1» وبيوت من الشعر وأخذت بالعمار قليلا ودب العمار في برها وحينئذ صارت مركز قائمقامية على ما هي عليه اليوم.
قيل: إن الرقة في أيام المأمون بن هارون الرشيد كان محيط سورها مسافة ساعة وفي
نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 371