نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 402
وقفا على الحرمين وبنى فيها مباني باقية حتى الآن من جملتها دار بناها لمملوك له اسمه أبشير آغا الذي أنشأ في إدلب جامعا يضاف الآن إلى اسمه له مدفن فيه عدة قبور لأولاده ومنذ ذلك الحين بدأت إدلب الصغرى تعظم وتتسع ويغرس في برها الزيتون والكرم والتين وانتقل إليها عدد كبير من قطان سرمين وصارت مركز مديرية تابعة قضاء ريحا ثم صارت مركز قضاء وجعلت ريحا مركز مديرية تابعة لها.
تشتمل إدلب على دار حكومة ومستودع للرديف وأربعة عشر جامعا منها جامع قديم يقال إنه عمري وعلى أربعة وثلاثين مسجدا وتسع مدارس وكنيسة ونحو ثمانمائة وخمسين دكانا وثلاثة عشر خانا وأحد عشر فرنا وخمس مصابن وعشر معاصر للزيت وثمان وأربعين مسبغة، وعلى صيدلية وعشرين مدارا قبل أن يوجد فيها مطاحن تتحرك بقوة الغاز البترول أو الغاز الفقير وعلى خمسة مقاهي وثلاثة حمامات.
شرب أهل إدلب من الصهاريج التي يحرز فيها ماء المطر ويوجد فيها بعض آبار سحيقة ماؤها النابع ملح يتراوح عمقه بين 15 و 20 باعا ينقل منها الماء على الروايا «1» إلى الحمامات وبعض المنازل وطالما تذاكر أهل هذه المدينة بأن يجروا إليها ماء من عين دانيت قرب قرية مرتين فلم يتم لهم ما أرادوا إلى أن كانت هذه السنة وهي سنة 1343 عزموا العزم الأخير على جر هذا الماء إلى بلدتهم على أن تجمع النفقات على ذلك من السكان ويؤخذ بعضها من صندوق بلديتها.
الغالب على أهل هذه البلدة الصحة والثروة وهم ميالون إلى العلوم والمعارف وفيهم العلماء والأدباء وأهل الفطنة والسخاء.
وقد اشتهرت إدلب بالصابون حتى إنها ربما دعيت إدلب الصابون. وذكر لي بعض ثقات «2» أهلها أنه كان عثر على منشور سلطاني يحظر فيه طبخ الصابون في غير إدلب من إيالة حلب. ومما يذكر أن أصل خميرة الصابون الذي يطبخ في حلب كان جلب من إدلب.
قلت يفهم من هذا أن طبخ الصابون في حلب حدث بعد حدوثه في إدلب وهو غير صحيح فإن طبخ الصابون في مدينة حلب قديم جدا ربما يرتقي عهده إلى القرن الخامس أو السادس
نام کتاب : نهر الذهب فى تاريخ حلب نویسنده : كامل الغَزِّي جلد : 1 صفحه : 402