الباب الثّاني
كتاب الاعتقاب
تمهيد: التّعاقب وما ألّف فيه
التّعاقب في اللّغة بمعنى التّتابع، وهو مصدر قولك تعاقب اللّيل والنّهار؛ أي: أتى أحدهما عقب الآخر[1].
ويراد به في الاصطلاح: اللّفظان المتّفقان في المعنى المرويّان بوجهين بينهما اختلاف في حرف واحد، كقضم وخضم، وجاسَ وحاسَ، ونَبَأَ ونَتَأَ، ويُسمّى أيضاً "الاعتقاب" [2].
وهو الّذي اشتهر عند علماء اللّغة بمصطلح "الإبدال اللّغويّ" وهو يختلف عن "الإبدال الصّرفيّ" فهو - أي: الإبدال اللغويّ – شائع وغير لازم ويقع في أكثر الحروف، وجمعها بعضهم في قوله: لِجَدٍّ صَرْفُ شَكِس آمنٍ طيَّ ثوب عزتِه[3]. وقيل إنه يقع في حروف الهجاء جميعاً [4]، بخلاف الإبدال الصّرفيّ، فهو شائع لازم، ويقع فيه التّبادل بين حروف مخصوصة لعلّة تصريفيّة، وحروفه مجموعة في قولك: طويت دائماً[5]، ويزيدها بعضهم ويجمعها في قوله: أُجُدٌ طُوِيَتْ منهلا[6]، أو أنجدته يوم طال[7]. [1] ينظر: شرح الشافية للرضى 3/199. [2] ينظر: المفصل 360، وشرح المفصل 10/7. [3] ينظر: التسهيل 300. [4] ينظر: الأمالي للقالي 2/186، والمزهر 1/474، وظاهرة الإبدال اللغوي 60. [5] ينظر: التسهيل 300. [6] ينظر: الممتع 1/319. [7] ينظر: التتمة في التصريف 99.