نام کتاب : أسس علم اللغة نویسنده : أحمد مختار عمر جلد : 1 صفحه : 60
12- الكتابة:
إن الصورة المكتوبة للغة، التي كانت، ولا تزال، وستظل ذات أهمية ضخمة للجنس البشري في نقل المعاني من مكان إلى مكان عبر السنين "على الرغم من تضاؤل قيمتها نسبيا أما وسائل القرن العشرين المختلفة في تسجيل أصوات الكلام المنطوق" لتعد من وجهة نظر علم اللغة مفيدة ومضمرة في وقت واحد.
إنها مفيدة بمقدار ما أمدتنا به من مادة لتلك اللغات التي اختفت من عالم الوجود، وهي مضرة لأنها ليست دائما أمينة في إعطاء الصورة المنطوقة كما هي، بل ربما كانت خادعة ومضللة، وليس هناك مثال في هذا المقام أدل على التعبير عما نعنيه من طريقة الهجاء الحديثة للغة الإنجليزية التي تعطي صورة جزئية، وكثيرا ما تكون مضللة، لطريقة النطق اليوم.
وللكتابة طريقتان رئيسيتان: الطريقة التي تعبر عن الفكرة بصورة أو رمز وتسمى Pictographic-ideographic أو logographic "وذلك مثل اللغة الصينية" حيث لا توجد أي رابطة بين الأصوات المنطوقة والرموز المكتوبة، لأن تلك الرموز تشير مباشرة إلى الصورة الذهنية[1]، أما الطريقة الثانية فتعرف بالطريقة الأبجدية المقطعية syllabic-alphabetic حيث تمثل الرموز المكتوبة أصوات اللغة المنطوقة. فكأن تلك الرموز يعد كل منها رمزا لرمز. "اللغة المتكلمة نفسها تعد سلسلة من الرموز التحكمية لصورة ذهنية2". [1] في اللغة الصينية، الكلمة المنطوقة لتدل على الفرس، نعبر عنها كتابيا برمز كان أصلا صورة حقيقية الفرس، وهذا يسمى pictogram والكلمة التي تدل على الشرق يعبر عنها كتابيا بواسطة صورة الشمس تشرق فوق شجرة، وهذا يسمى ideogram.
2 في نظام الكتاب للغة الأمهرية الحبشية يمثل كل رمز تركيبا مقطعيا يتكون عادة من ساكن + علة "مثل با، بي, بو" وهذا يعرف باسم الكتابة المقطعية syllabic script أما النظام الأبجدي العادي، فكل رمز فيه يمثل صوتا متكلما مفردا "في الإنجليزية مثل ba=a+b وso=o+s".
نام کتاب : أسس علم اللغة نویسنده : أحمد مختار عمر جلد : 1 صفحه : 60