نام کتاب : الراغب الأصفهاني وجهوده في اللغة نویسنده : الساريسي، عمر عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 235
يلتقي في ذلك مع قول القائلين بنفي الترادف؛ "لأن في كل واحدة من الألفاظ المتجانسة معنى ليس في الأخرى"[1].
وإذا قلبنا في مصنفاته الأدبية صفحات أكثر وجدنا أنه يسرد بعض مفردات الأسرة الواحدة دون إضافة كقوله: "ودَّه، وصافاه، وخالصه، وخادنه، وقارنه، وعاشره، وسامره، وألفه، وحالفه، وصاحبه، وواكبه.... وهي أفعال في المحبة ومعاني المعاشرة"[2] ولكنه في مجموعات أخرى يوضح الأصل والفرع كقوله: "الإثم والفجور، كنايات عن الكذب"[3], وقوله (في أسرع) : "أسرع وألهب وأهذب، أما هب وعصف ومطر وطار وانقض واضطرم والتهب وترامى فكنايات عن العدو"[4]. وليس عبثاً قوله: "تقول في وصف سيف: ماض وحسام وصمصام ومهند ومخذم ... "[5]، فإنه يذكرنا بالحكاية التالية التي يسوقها من لا يقبل بالترادف "قال أبو علي الفارسي: كنت بمجلس سيف الدولة بحلب, وبالحضرة جماعة من أهل اللغة, ومنهم ابن خالويه, فقال ابن خالويه: أحفظ للسيف خمسين اسما، فتبسم أبو علي وقال: ما أحفظ له إلا اسما واحداً هو السيف، قال ابن خالويه: فأين المهند والصارم وكذا وكذا؟ فقال أبو علي: هذه صفات" [6]. [1] دراسات في فقه اللغة د. صبحي الصالح: 343. [2] مجمع البلاغة ص307. [3] مجمع البلاغة ص83. [4] مجمع البلاغة. [5] مجمع البلاغة 300. [6] المزهر للسيوطي 3م402 دراسات في فقه اللغة د. صبحي الصالح 346/ 347. دافع عن القوالب الأدبية
... دفاع عن القوالب الأدبية:
لقد كثر في محاضرات الراغب ومجمع بلاغته التراكيب الأدبية التي جمعها من مأثوِر المنثور من تراث الأدب العربي حتى عصره، وذلك كقوله في الكنايات عن الموت: "قَرَض رباطه، ولعق إصبعه، استوفى أكله أي استوفى رزقه كناية عن الموت، جَرِضَ بريقه واصفرت أنامله، واستأثر الله به، ونقله إلى جواره، وتوفاه، خصه الدهر، ونقبت عنه المنية، ولاقى الذي يشعب الفتيان فانشعبا، اخترمته المخارم، وَجَبَتْ نفسه، ونضب عمره، اعلق أسباب المنية، ودع الدنيا، خلّى مكانه، وتهدم عرشه، وسالت مقامته، وشرق بدم الوتين أخنى عليه الذي أخنى على لبد، قامت عليه النوائح، هوت أمه، ضمت عليه المقابر.... طارت عقاب المنايا في سقائفه.... الخ"[1]. [1] مجمع البلاغة ص499.
نام کتاب : الراغب الأصفهاني وجهوده في اللغة نویسنده : الساريسي، عمر عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 235