responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 210
"رجل عَبْشَميّ" منسوب إِلَى اسمين، وأنشد الخليل1:
أقول لَهَا ودمعُ العين جارٍ ... ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المنادي
مكان قوله: "حَيَّ علي". وهذا مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف فأكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و"الصَّدْم". وَقَدْ ذكرنا ذَلِكَ بوجوهه فِي كتاب "مقاييس اللغة".
باب الإشباع والتأكيد:
تقول العرب: "عَشَرةٌ وعَشَرة فتلك عشرون" وذلك زيادة فِي التأكيد ومنه قوله جلّ ثناؤه: {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [2], وإنما قال هَذَا لنفي الاحتمال ان يكون أحدهما واجباً إما ثلاثة وإما سبعة فأُكّد وأزيل التوهّمِ بأن جُمِعَ بَيْنَهما. ومن الباب قوله جلّ ثناؤه: {وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} [3] إنما ذكر الجَناحين لأن العرب قَدْ تُسمّي الإِسراعَ طيرَاناً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "كلَّما سَمعَ هَيْعة طار إليها أخرى" [4]. وكذلك قوله: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ} [5] فذلك الألسنة لأن الناس يقولون: "قال فِي نفسه كذا" قال الله جلّ ثناؤه: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ} [6] فاعلم أن ذَلِكَ باللسان دون كلام النفس.
باب الفصل بَيْنَ الفعل والنعت:
النعت يؤخذ عن الفعل نحو: "قامَ فهو قائم" وهذا الَّذِي يسمّيه بعض النحويين "الدائمَ" وبعض يسميه: "اسمَ الفاعل". وتكون لَهُ رتبة زائدة عَلَى الفاعل. قال الله جلّ ثناؤه: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ} [7] وَلَمْ يقل: لا

1 لسان العرب: مادة "حعل", والعين: 1/ 60.
[2] سورة البقرة، الآية: 196.
[3] سورة الأنعام، الآية: 38.
[4] رواه مسلم: إمارة 125، وابن ماجة: فتن 13، وأحمد: 2/ 443.
[5] سورة الفتح، الآية: 11.
[6] سورة المجادلة، الآية: 8.
[7] سورة الإسراء، الآية: 29.
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست