نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 185
الدهشة، وذلك تبعا لما إذا كان بيير وبول ابني أو طفلين غربيين عني وتبعا لسنهما وقوتهما وتبعا لميولي واتجاهاتي وتبعا لظروف أخرى كثيرة يمكن تصورها بسهولة. هذا العواطف يمكن بطبيعة الحال التعبير عنها بواسطة التنغيم أو تغير الصوت أو سرعة الحديث أو الشدة التي يركزها المتكلم على هذه الكلمة أو تلك أو بالإشارة التي تصحب الكلام[1]. فالجملة الواحدة تحتمل عند النطق مئات ومئات من وجوه الاختلاف التي تقابل أشد ألوان العاطفة خفاء. والفنان الدرامي الذي يقوم بدوره في المسرح عليه أن يجد لكل جملة التعبير اللائق بها والنغمة الحقة التي تناسبها. وذلك أوضح ما يلاحظ على مواهبه. فالجملة التي يقرؤها في صحيفة تعد ميتة، خالية من التعبير. ولكنه يتعشها بنطقه وينفث فيها الحياة. وإذن فمعرفة كلمات الجملة وتحليل عناصرها النحوية ليس معناه استخراج كل مكنوناتها. بل يبقى بعد ذلك تقدير قيمتها الانفعالية.
إنه لواجب يفرض نفسه على العالم النفسي الذي يدرس طبيعة العواطف، وبدرجة مساوية على الفنان الذي يسعى إلى إبرازها على المسرح، وعلى العالم اللغوي ولكن بدرجة أقل. فهذه العواطف لا تعنى هذا الأخير إلا عندما يعبر عنها بوسائل لغوية. ولكنها على العموم تظل خارج اللغة، فهي بمثابة ضباب خفيف يطفو فوق عبارة الفكر دون أن يغير من صيغتها النحوية: نعم من الحق أن يقال إن جملة "بيير يضرب بول" لا ينطق بها في اللغة دون نوع من التنغيم يحدد من لونها. ولكن الجسم الإنساني أيضا يشغل دائما في الواقع وضعا ما؛ فلا يمكن تصوره على خلاف ذلك. والوضع الذي يسمي وضع الراحة ليس إلا وضعا من الأوضاع، فيجب على النحات أن يعرف الصورة التي تتخذها العضلات في جميع الأوضاع، ويترتب على ذلك أنه لا يمكن أن يوصف بالمغالاة مهما أنفق في دراسة تشريح الجسم الإنساني. ولكن الجراح الذي يشرح أجزاء الجسم يستطيع أن يستغنى عن أوضاع الحركة في هذا الجسم فليس في كل الحركات التي يمكن تخيلها إلا جسم واحد يتحرك. كذلك يستطيع العام اللغوي أن يسقط من حسابه. [1] انظر بورون Bourdon: رقم 52.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 185