نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 199
والمستقبل على عكس ذلك يحمل معه جميع ألغاز غير المتوقع، ويترك مجالا لمئات ومئات من عواطف الانتظار والرغبة والخوف والأمل. فإذا قلت "سأفعل ذلك غدا" فإني، برغم تأكيدي بأن هذا الحدث سيقع غدا على يدي، أحيط جملتي بجو ذاتي يلونها في عيني أنا بألوان متنوعة إلى حد أن الجملة تئول في غالب الأحيان إلى عبارة "أرغب أن" أو "أرضى أن" أو "أخشى أن" أو فقط إلى عبارة "أعتزم أن "أفعل ذلك"" إلخ.
وتاريخ المستقبل في اللغات المختلفة يثبت صحة هذه الملاحظات[1]. فالزمن المستقبل كثيرا ما يعبر عنه بالإرادة أو الرغبة، يعني أن بعض عباراته من أصل انفعالي. فالصينية تصوع المستقبل بأن تلصق إلى الفعل العنصر yao "ياَؤُ" "فعل الإرادة" مثل wo yao lai "وُ وَياَؤُ لَيْ" "سأحضر" "حرفيا: "أنا إرادة حضور"", وتقول الإنجليزية I shall do أو I will do "سأفعل" "وأصلها أريد أن أفعل", والإغريقية الحديثة استعاضت عن المستقبل القديم بتركيب تحليلي يرجع إلى الفعل الدال على الإرادة "انظر ص108". والبلغارية تعبر عن المستقبل، منذ القرن الثالث عشر، بواسطة الفعل choteti "الإرادة" حيث تستعمله فعلا مساعدا[2]. وتقول بعض اللهجات الفرنسية: "Il ne vaut pas pleuvoir" "لا تريد أن تمطر" بدلا من "Il ne pleuvra pas" "لن تمطر". ومستقبلنا نفسه، من نوع aimera "سأحب" مشتق -كما هو معروف- من المركب amare habeo "حرفيا "حبا أملك"". وفيه يشير الفعل habeo "أملك" إلى النصب الذاتي الذي يعتزم المتكلم الاضطلاع به من الحدث. فكون المستقبل يعبر عنه بصيغ لها هذه الدرجة من التنوع، وهذه الكثرة من التجدد، برهان ساطع على أن هذا الزمن يحتوي على نصيب كبير من الانفعالية "انظر الصفحات الأولى من الفصل الثالث من الجزء الثالث".
التكرار أيضا من تلك الوسائل التي نشأت في اللغة الانفعالية ثم صار. [1] مينان magnien، رقم 90 وريبزو Rebezzo رقم 227. [2] فندراك vondrak, رقم 217، مجلد1 ص178.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 199