نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 244
تتدرج بصورة غير محسوسة من تلك التي نشعر بها شعورا تاما ونستعملها في حياتنا اليومية إلى تلك التي دخلت ذاكرتنا عرضا ولا تؤدي لنا أية خدمة. فإذا أردنا عند إحصائنا للكلمات أن نضحي بنصيب، فإلى أي يجب أن نقف في تعيين هذا النصيب؟
أيجب أيضا أن نضيف إلى كل ذلك ما يثقل مخنا من أحمال من جراء معرفة لغات أجنبية؟ إن حاذق اللغات الأجنبية هو الذي يستطيع أن يعبر عن فكرة واحدة بعينها في عدة لغات. وترجمان فندق من الفنادق المختلطة يعرف أسماء الأشياء المتداولة بثلاثة أوجه مختلفة، أو أربعة أو خمسة. فهذا تمرين للذاكرة تفرضه عليه مهنته. أفنقول إن مفرداته تبلغ ثلاثة أو أربعة أو خمسة أمثال خادم الفندق الذي لا يتعامل إلا مع أبناء لغة واحدة؟ نعم إذا أدخلنا في حسابنا هذه الحقيقة الواضحة، وهي زيادة الحمل الذي تضطلع به ذاكرته. ولكن الواقع أن مفرداته في هذه الحال ليست أكثر ثراء، بل إنه يملك أنواعا مختلفة من المفردات تتلاصق بعضها ببعض ويتراص بعضها فوق بعض دون أن تندمج عادة، كما أن استعمالها رهن الظروف.
هناك حاجات مشتركة بين جميع الناس، ولهذه الحاجات مفردات تكاد تتساوى في عدد الكلمات في كل مكان. يقال بإن الفلاح الأمي لا يحتاج في حياته إلى أكثر من ثلثمائة كلمة، فلنسلم بهذا الرقم، وإن كان لا يجادل في أنه دون الواقع بكثير. وعندئذ يتحتم علينا أن نقول بأن السيد لا يكاد يستخدم أكثر من هذا القدر في حديثه العادي. ولكنها ليست نفس الكلمات التي يستعملها الرجل الشعبي، وهذا هو كل الفرق. غير أن السيد قد يعرف لغة الشعب أيضا وقد تتاح له فرصة استعمالها. وبذلك يكون له نوعان من المفردات، نوع للصالون ونوع للمزرعة[1]. وإذا كان جنديا عرف لغة الثكنات، وإذا [1] رجل البلاط الذي يتكلم لغة السوقة له عندي فضل العارف باللغات الأجنبية "دكلو Duclos"؛ Considerations sur les moeurs. الطبعة الخامسة. باريس "1767، ص212".
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 244